ليال حدادفيروز مجدداً. يخرج صوتها غريباً من راديو السيارة. ربّما هو مزاجي السيّئ أو أنّه... الطقس. فراديو الـjetta يتأثّر بأحوال الطقس، إن أمطرت تسيطر «الخشّة» على كل المحطات. وحين تشمس لا يلتقط أثيره إلا خمس إذاعات.
الأرجح أنّه مزاجي. صديقتي قد لا تأتي هذا الصيف... اشتقت لها. «بو الياس» أعلن أنه مرشّح ضدّ «الجلابيط» والحكيم لا يحترم الثورة البلشفية... هاهاها. أحدهم يناقشني بالقومية العربية وجمال عبد الناصر. كيف تنتقد عبد الناصر أمام أحد القوميين العرب؟ الأمر مستحيل، سيشهر أمامك كتاب «لمصر لا لعبد الناصر» ــــ يكون قد حفظه عن ظهر قلب ـــــ ولا يترك أمامك فرصةً للكلام. أحبّ البحر. أرغب بالركض على الكورنيش حافية القدمين والاصطدام بالمشاة. أرغب بالشرب حتى الثمالة والنوم على الرصيف وإلى جانبي من أحبّ. أرغب برمي النفايات من نافذة السيارة (لن أفعلها فليهدأ مناصرو النظافة والبيئة، وأصحاب عبارة «بتعملي هيك ببيتك»؟). أرغب بالسباحة من شاطئ بيروت إلى غزة ورفع إشارة النصر عند وصولي، قبل أن تعتقلني قوات الاحتلال. أرغب بمشاهدة مسرحية «وصلت للـ99» ولكن بمشاركة شوشو شخصياً. أحبّ شوشو. لا تزال فيروز على الإذاعة. غريب أمر «صوت الشعب». من قال إن السابعة مساءً وقت مناسب لسماع «بيللي بقيوا رح منكمّل»؟ ممَّ تشكو أسمهان أو وردة؟
أفتح النافذة وأغنّي «ليالي الأنس في فيينا... نسيمها من هوا الجنة». تصبحون على خير.