صور ـ آمال خليللا يعلم أغلب طلاب مركز صور في معهد العلوم التطبيقية والاقتصادية أنّ مدير الفرع الدكتور جهاد صعب قدم استقالته من الإدارة التي من المقرر أن تحال إلى مدير جديد خلال الشهر المقبل. هذا مثال عن الفوضى والضياع والتخبط الذي يعاني منه الطلاب كما يجمعون، منذ إطلاق التعاون بين معهد و cNAM ـ باريس خلال العام الدراسي الجامعي 2004 ـ 2005. وإذ يجمع الطلاب على عدم استغرابهم من حصول مشاكل بسبب حداثة التجربة «إلا أن أداء الإدارة يزيد من سوء الحال».
توضح الطالبة حنان صبراوي (سنة ثالثة إدارة) أنّ أكثر ما يعاني منه الطلاب هو الفوضى الإدارية إذ يتم اتخاذ قرار لاعتماد إحدى المواد أو إلغائها أو تعديل دوام الدراسة أو تحديد المدة اللازمة للخضوع للتدريب المهني في أيام معدودة. وتتذكر حنان أن الإدارة أصدرت قراراً قبل مدة تعلن فيه إلغاء مادة في اختصاص الإدارة والاقتصاد وإعفاء الطلاب منها «لكننا فوجئنا لاحقاً بأنها مطلوبة منا وشرط لتخرجنا».
وتطرح الطالبة رابعة سقلاوي مشكلة اللغة، ففي وقت سمحت إدارة المعهد باستقبال الطلاب الذين يعتمدون اللغة الإنكليزية. يعاني هؤلاء الأمرين بسبب اعتماد بعض الأساتذة على اللغة الفرنسية في التدريس وحسب، فضلاً عن أن أطروحة التخرج لا تقبل إلا بالفرنسية.
ولما كان من شروط دخول المعهد إبراز الطالب لإفادة تثبت بأنه يعمل في مؤسسة خاصة أو عامة أصبح التدريب العملي إلزامياً على الطلاب غير العاملين الذين تقع على عاتقهم مهمة البحث عن العمل. إلا أنه في بعض الأحيان، يبادر بعض الأساتذة إلى تأمين التواصل بين الطلاب وبعض أصحاب المؤسسات لإجراء التدريب.
وينتظر الطالب فريد حداد وصول شهادته المصدقة من وزير التربية الفرنسي بعد عرض ملف علاماته وأطروحته على لجنة خاصة، خلال أشهر، كما وعدوه، وعلمتّ «الأخبار» أنّ الجانب الفرنسي أعاد مجموعة من ملفات مركز صور لافتقارها إلى الشروط المهنية. وكان حداد حصل على إفادة تثبت إنجازه للدراسة المطلوبة في اختصاص المعلوماتية.
يؤكد الطلاب مستوى CNAM الأكاديمي العالي ونجاعة هدفه القائم على إعدادهم نظرياً وعملياً من خلال الجمع بين الدراسة والعمل، ما يؤهلهم للدخول مباشرة إلى سوق العمل. إلا أن الأزمة في صور تتمثل في غياب الإدارة، إذ إن المدير المستقيل الدكتور جهاد صعب يوجد في المعهد ليوم واحد في الأسبوع، فيما لا يستطيع الموظفون حل أو ربط أي شيء من دون علمه أو موافقته.