عايدة عبد الوهابسيمفونية يومية تعزف تحت سماء الحرية تحت سماء بلادي، حيث تدق أجراس الكنائس معلنة المقاومة. يعلو صوت الأذان بدعوة للمواجهة. ترتفع زغاريد النساء ساخطة على العبودية والاحتلال، وتتهادى صرخات الأطفال تنادي بالحرية. تصفّق وريقات الأشجار على أغصانها لمتابعة السيمفونية. تزقزق العصافير في سمائها، وتتعالى أصوات الأسرى في السجون.
حتى نشيد المعتقل بين جدران سجنه يكمل السيمفونية. سيمفونية يومية تعزف في بلادي كل يوم وكل ساعة وكل لحظة لا تعرف الكلل ولا الملل.
خرير مياه الأنهار يسلم نفسه للسيمفونية، وهدير صوت البحار يهب نفسه للسيمفونية ليعطيها العمق.
حتى الريح تمنح صوتها للسيمفونية لتمنحها القوة. أما الحاكم، فيقدم هديله هدية إلى هذه السيمفونية، لتتابع العزف والنشيد الوطني الفلسطيني.
فيا بلادي اصرخي واصرخي وأسمعي سيمفونيتك الإلهية لكل البشرية. سيمفونيتك هي الأجمل على الكرة الأرضية. سيمفونية منحها الرحمن كل مقومات الحسن والجمال، لتتباهى بها بين البلدان وتقولي أنت إنّك ما زلت أم الأديان.