نذير جزماتياعتذر الأستاذ العزيز معتصم حمادة لي، أكثر من مرّة لانتقاله أو لانتقالهم أكثر من خطوة نحو اليمين. وكنت لا أقبل الاعتذار وأتساءل، في أيّ شيء تمّ الاتجاه نحو اليمين في الجبهة الديموقراطية؟ فلم ألحظ، ولم أسمح لنفسي أن أفكر بالأمر لاطمئناني التام لموقف الجبهة اليساري. وأعتذر لأنني من قوم «لا يأتي عقلهم إلا بعد العصر». وتمثّل العصر «بالنسبة لي» حين انتقل الرفيق نايف حواتمة من ذات اليسار إلى ذات اليمين في جولته اللبنانية الأخيرة، وبدا كأنه يودع عهداً ليستقبل عهداً جديداً، ولم أتذكر أن «الديموقراطية» مشاركة بوزير في حكومة عباس. وقلت في نفسي: «هل كان الأستاذ معتصم يعتذر عن الأستاذ نايف قبل أكثر من سنة؟». وإذا به هو نفسه يكتب في «الأخبار» في 23/2/2009، داعياً إلى وحدة الاتجاهين: «المقاوم» لإسرائيل والموالي لها. وكذا الأمر بالنسبة إلى وحدة العرب في الكويت ضد الانفصالية في «الدوحة»، وكأن ميزان القوى العالمي يميل بصورة صارخة نحو اليسار، وبالتالي، فبالإمكان تحمّل ذبذبات «جبهة الاعتدال» وذبذبات السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عباس، التي «تجرى محاولات إنعاشها بصورة مصطنعة ،(وهي) متورطة مع إسرائيل وفاسدة تماماً، ومستعدّة للتفريط بالحقوق والأرض، والعودة مقابل البقاء والامتيازات. وبالتالي، فإنّ على الشعب الفلسطيني، أن يخضع لسلطته، كرمى لعيون الوحدة (البريئة)، وعلى الشعوب العربية أن تخضع لحكومة حسني مبارك الذي حارب وما زال يحارب «حماس» بحميّة أكثر من إسرائيلية. وربما «زعل» أو «حرد» لأن إسرائيل أوقفت الحرب على «حماس»، مثلما فعل ياسر عبد ربه حليف «الديموقراطية» السابق، وأرجو ألا يصبح الحليف اللاحق في المستقبل القريب.