مع بداية العام الدراسي (2009 ـــ 2010) يتوجه 50 متخرجاً جديداً في اختصاصات مختلفة إلى المناطق النائية. هناك سينخرطون لسنتين في تعليم تلامذة صفوف الأول، الثاني والثالث الابتدائي في بعض المدارس المجانية وتحسين أدائهم. «Teach For Lebanon» بدأت المسيرة في الجامعات لاختيار الأساتذة
فاتن الحاج
22 ألف تلميذ لبناني تركوا المدرسة بين عامي 2006 و2008. كان هذا الرقم لمركز الاستشارات والأبحاث اللبناني (consultation and research institute) كافياً لاندفاع شباب من خلفيات ثقافية وعلمية مختلفة إلى نقل تجربة «Teach For ALL» أو «التعليم للجميع» المطبقة في 11 دولة في العالم إلى لبنان. «Teach For Lebanon» أو «التعليم للبنان» هو اسم المنظمة اللبنانية غير الحكومية التي أسسها الشباب في آب 2008 سعياً لتأمين مستوى من التعليم النوعي لتلامذة المجتمعات «المحرومة» عبر دعم الشباب الجامعي الكفوء. أي ببساطة، يقول المدير التنفيذي للبرنامج علي دمشقية (مهندس ميكانيك) «نبحث عن المتخرجين الجدد الأكثر كفاءة من مختلف الاختصاصات والمتمتعين بصفات القيادة والمزودين بتاريخ معين من العمل التطوعي وندفعهم للانخراط في التعليم». يتحمس دمشقية للحديث عن البرنامج بصفته طريقة غير كلاسيكية لصنع التغيير عبر محاكاة ثلاثة محاور هي إلغاء اللامساواة في التعليم في لبنان، احتضان القادة الشبّان وتشجيعهم، وتعميم الانخراط في المجتمع المدني. لكن أليست مغامرة أن تراهن المنظمة على استعداد المتخرجين الكفوئين على العيش في أماكن نائية حيث مستوى الحياة لا يلبي طموحاتهم؟ يؤكد دمشقية أنّ الإيمان بفكرة البرنامج شرط أساسي للانخراط فيه. فالمشاركون سيعينون لمدة عامين دراسيين كأساتذة دوام كامل في مناطق تعاني الحرمان حيث يكون لتحسن أداء التلامذة وتحقيق أحلام صغيرة لأطفال هذه المناطق وقع كبير. يشرح دمشقية أنّ مدرّس «Teach For Lebanon» لن يكون أستاذاً في المدرسة وحسب بل فرداً من أفراد القرية التي سيعيش فيها وبابه سيكون مفتوحاً للمساعدة في أي وقت. ومع أنّ المدرّس سيتبع إدارياً لقوانين المدرسة لكنّه لن يأخذ وظيفة أحد بل سيغطي النقص في نوعية التعليم وستنظم ورش عمل لبناء علاقة طيبة بين الأساتذة القدامى والأساتذة الوافدين. يتبادل الطرفان الخبرات من خلال تعليم مواد الرياضيات، العلوم، علوم الكومبيوتر واللغات والأنشطة الإضافية من خارج المنهاج التربوي والمشاريع المدرسية.
هنا، تتدخل مديرة العلاقات العامة للبرنامج ريسا بتكجي (صحافية): «سوف يجري انتقاء 50 أستاذاً للتدريس في نحو 13 مدرسة في المحافظات وفق معايير دقيقة وصارمة ويجري تدريبهم ومدّهم بتقنيات التعليم على أن يستفيدوا من الدعم المتواصل خلال سنتي التعليم». لكن العمل لن يكون تطوعياً، يسارع دمشقية إلى القول، لأنّ الأستاذ سيتقاضى راتباً شهرياً من المنظمة التي ستتكفل بالتأمين الصحي وكل المصاريف المتعلقة بالسكن والإقامة. ومع نهاية السنتين سيتيح البرنامج للمشاركين فرصة العثور على عمل في مجال اختصاصهم بالتعاون مع شركاء المنظمة من مصارف ومؤسسات اقتصادية أو تأمين منح لاستكمال دراساتهم العليا.
كيف تستفيد المدارس المتعاونة مع البرنامج؟ التحدي الذي يواجه المنظمة، تقول بتكجي، هو التعاون مع مدارس مجانية من توجهات وخلفيات متنوعة. ورغم أنّ بلوغ المدرسة الرسمية هو الهدف الأول والنهائي للبرنامج، فالمنظمة لم تتوصل إلى آلية للتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي رغم التواصل مع مديرها العام فادي يرق. ماذا عن التمويل؟ البرنامج يعتمد في استمراريته على دعم رجال أعمال ومغتربين لبنانيين.


التدريب في LAU

تتولى الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) مدّ المشاركين بالتدريب والتطوير المهني لبناء القدرات التعليمية والفكرية بغية التأثير في أداء التلامذة. وتشرح مديرة قسم التربية في الجامعة ريما بحوث أنّ التدريب يمتد على ستة أسابيع مكثفة من 29 حزيران إلى 7 آب المقبل، على أن تجري متابعة أسبوعية في ميدان العمل و«سنهتم كجامعة بكل الدعم المادي والمعنوي والتربوي».
وبالنسبة إلى محاور التدريب تقول بحوث فهي تتناول الوسائل التربوية وكيفية التعامل مع الأساتذة والإدارة والتلامذة في المدرسة وتمكّن المتدربين من دخول الصف وتعليم المواد الأساسية. وتؤكد أنّ الهدف ليس طلاب كلية التربية بل تعزيز فكرة التعليم عند الطلاب الآخرين.