جبيل ـ جوانّا عازارسنة 1990 قُتلت الشابة جوليا شهاب، من بلدة غرزوز قضاء جبيل، في حادث سير مروّع على أوتوستراد جبيل، وتحديداً على جسر جاج، إثر تدهور سيّارتها عن الجسر واستقرارها في الوادي. لم تسلم الفتاة من الحادثة، فيما حالف الحظّ شابتين كانتا في السيّارة عينها. ومنذ ذلك التاريخ ومسلسل الموت مستمر، آخر حلقاته كانت في 20 تشرين الأول المنصرم. إذ تدهورت سيّارة يملكها النائب جواد بولس على المسلك الغربي من أوتوستراد جبيل ـــــ عمشيت، وتحديداً على جسر جاج، واستقرت في مجرى النهر لتقتل في داخلها عاملة منزل سيريلنكية الجنسية، هي حجافولا بلندرا، فيما أصيب الدركي الذي كان يقود السيارة برضوض. فما مشكلة هذا الجسر؟
حالة الاهتراء التي تصيب هذا الجسر، الذي بناه الفرنسيّون عام 1931 في عهد رئيس الجمهورية شارل دبّاس، واضحة وضوح الشمس. فهذا الذي يسمّى تجاوزاً جسراً، ويصل بين بلدة عمشيت وجبيل، يكاد «يفرط» في غياب الصيانة اللازمة. لا بل هو بحاجة إلى صيانة جذريّة تعيد له أهليته، إذ يشعر المارّة في سيّاراتهم عليه بارتجاجه تحتهم، كما أنّ الجسر من جهة الوادي، لا حافة له، ما يجعل السقوط في الوادي نصيب أي سيارة تتعرض ولو لانزلاق بسيط. وبرغم أن بلوكات من الباطون وضعت أخيراً، ربما إثر حادثة النائب، إلا أنها لا تفي بغرض تأمين السلامة العامّة، لا سيما أنها موضوعة بطريقة غير مدروسة. وما يزيد الطين بلّة، هو غياب الإنارة مساء على الأوتوستراد، فيتضاعف خطر التعرّض لحوادث سير ويهدّد بحصد مزيد من الضحايا.
على عاتق من تقع المسؤولية؟ الجواب سهل. فالجسر يقع على الأوتوستراد، وبذلك تكون مسؤولية وزارة الأشغال العامّة والنقل واضحة. هذه الأخيرة، وعدت، حسب رئيس بلديّة جبيل د. جوزيف الشامي «بتنفيذ دراسات مفصّلة عن الجسر تمهيداً للشروع، في وقت قريب، بإصلاحه، وذلك استناداً لطلب مقدّم من البلديّة التي راجعت وزارة الأشغال في هذا الشأن باستمرار لإيجاد حلّ شامل لهذا الموضوع»، كما قال.
اليوم ينتظر كلّ من يمرّ على هذا الجسر، وبخاصّة أبناء جبيل وعمشيت، حلّ الموضوع والمباشرة بتنفيذ الدراسات الفنيّة والهندسيّة المطلوبة لإعادة جسر جاج إلى الخدمة من دون خطر.