نفى مسؤولون قضائيون ما ذكره رئيس لجنة التحقيق الدولية من أن اللجنة أبلغت القضاء اللبناني، شفهياً، بنتائج الفحوص المخبرية التي أجريت على بندقية يشتبه في استخدامها لاغتيال الوزير بيار الجميّل
حسن عليق
لم يتسلّم القضاء اللبناني أي نتائج للفحوص التي أُجريت على البندقية التي يشتبه في أنها استُخدمت لاغتيال الوزير بيار الجميل يوم 21 تشرين الثاني 2006، والتي عُثر عليها في شقة بطرابلس قبل 4 أشهر قبل نقلها إلى عهدة لجنة التحقيق الدولية. ورغم أن القاضي دانيال بلمار قال لـ«الأخبار» يوم الاثنين الفائت إن اللجنة زوّدت القضاء اللبناني، شفهياً، بنتائج الفحوص، أكّد مسؤولون قضائيون لبنانيون رفيعو المستوى لـ«الأخبار» أن القضاء اللبناني، لم يكن حتى مساء أمس، قد تسلّم نتائج الفحوص، لا شفهياً ولا خطياً.
البندقية المذكورة كانت قد وجِدَت فجر 12 تشرين الأول 2008، خلال دهم شقة في منطقة التبانة بطرابلس، وكان بداخلها المطلوب عبد الغني جوهر، المدعى عليه بجرم الانتماء إلى «فتح الإسلام» وبتنفيذ عدد من جرائم القتل والتفجير التي استهدفت مدنيين وعسكريين في منطقة الشمال، فضلاً عن الإعداد لمحاولة اغتيال قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما كان قائد لواء برتبة عميد. وخلال التحقيق لدى فرع المعلومات مع أحد رفاق جوهر، قال إن الأخير كان قد تباهى أمامه بأن البندقية المذكورة، وهي أوتوماتيكية تطلق رصاصاً من عيار 9 ملم، استُخدمت في اغتيال الوزير بيار الجميل. وأتت رواية الموقوف لتبثّ أملاً لدى المحققين ببعث بعض الروح في التحقيق الذي كان قد تجمّد منذ مدة طويلة. وكانت إفادة الموقوف هي الإشارة الثانية بعد إفادة الموقوف أحمد مرعي الذي كان قد روى في التحقيقات التي أجريت معه لدى فرع المعلومات أن مجموعة من «فتح الإسلام» نفّذت عملية اغتيال وزير الصناعة الراحل.
وعندما نُقلت البندقية إلى عهدة لجنة التحقيق الدولية، أرسلتها الأخيرة إلى مختبرات تستخدمها في إحدى الدول الأوروبية، وجرى فحص الآثار التي تتركها البندقية على الطلقات النارية بجزءيها (المظاريف الفارغة والمقذوفات)، لمقارنتها بتلك الموجودة على 47 مظروفاً فارغاً وعدد من المقذوفات وأجزاء المقذوفات التي ضُبطت في مسرح جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل. ويوم الاثنين الماضي، أكّد رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار لـ«الأخبار» أن الفترة التي استغرقتها التحليلات المخبرية في أوروبا لم تتضمن أي مماطلة. وأشار بلمار إلى أن اللجنة أبلغت قاضي التحقيق شفهياً، نتائج الفحوص، مشيراً إلى أن النتائج الخطية ستصل «في أي وقت».
لكن كلام بلمار لم يكن مطابقاً لما أورده عدد من الضباط اللبنانيين المختصين بالتحليلات المخبرية، الذين أكدوا لـ«الأخبار» أن الفحوص المماثلة لا تحتاج إلى أكثر من أسبوعين كحد أقصى. إضافةً إلى ذلك، أكّد مسؤولون أمنيون وقضائيون لبنانيون أن السلطات اللبنانية لم تتسلّم من لجنة التحقيق أي نتائج لهذه التحليلات، لا شفهياً ولا خطياً.
ومن ناحية أخرى، ذكرت مصادر قيادية في حزب الكتائب اللبنانية لـ«الأخبار» أن رئيس الحزب أمين الجميل لم يطّلع على أي معطيات جديدة تتعلق بالتحقيق في اغتيال نجله الوزير السابق بيار الجميل. وأضافت المصادر إن «ما نعلمه هو ما يرد في وسائل الإعلام. فقد أرسِلَت البندقية ولم نعرف شيئاً عنها، ولا أحد يقدّم إلينا تفاصيل مقنعة عن التحقيق». وختمت المصادر بالقول: نحن لسنا راضين عن أسلوب التحقيق الجاري.