زحلة ــ نقولا أبو رجيليلم يكد يمرّ عام على توسعة الطريق الرئيسية التي تربط مدينة زحلة بقرى البقاع الشرقي، حتى تكدّست أكوام النفايات على جانبيه، ولمسافة تمتد لأكثر من 200 متر. ولا تقتصر مشكلة هذا المكبّ «الطارئ» على جانبي الطريق الرئيسيّة، إذ تمتدّ لتشوّه العيش اليومي وخصوصاً أنّه يبعد بضعة أمتار فقط عن حي سكني اسمه «السلق»، تقطنه نحو 100 عائلة من أبناء عشيرة عرب الحروك. لكن المشكلة الأكبر أنّ هذا المكب أسهم بتكوينه أصحاب الحيّ أنفسهم. وفي هذا الإطار، لم ينف أحد سكان الحي راشد جمعة «رمي أهالي الحي النفايات في تلك البقعة، ولكنّهم لا يتحمّلون وحدهم مسؤولية ما حدث، فالجزارون أيضاً يرمون بقايا عظام الحيوانات في الخنادق المحاذية للطريق، يشاركهم في ذلك بعض العابرين بسياراتهم من أهالي القرى المجاورة الذين اعتادوا قذف أكياس نفايات منازلهم في تلك البقعة». وبسبب ذلك، أصبح هذا المكب مسرحاً للكلاب الشاردة ومكاناً تنبعث منه الروائح الكريهة وتنتشر في محيطه الحشرات والجراثيم التي «تسبّب انتشار الكثير من الأمراض»، كما يشير جمعة. ويرمي جمعة بالمسؤولية على عاتق المعنيين في بلدية زحلة ـــــ المعلقة، «فهؤلاء لم يفوا بالوعود التي كانوا قد أطلقوها سابقاً، ومن أهمّها تزويد الحي بحاوياتٍ لجمع النفايات وإنارة الشوارع وتثبيت مطبّات بلاستيكية على الطريق للتخفيف من سرعة السيارات». يضيف «كل ما فعلته بلدية زحلة هو تنظيف المجاري المائية المسقوفة على جانبي الطريق من بقايا الأوساخ والأتربة، فيما غضّت الطرف عن مشاريع كثيرة». من جهة أخرى، دعا الأهالي البلديّة إلى القيام بواجباتها في إزالة النفايات من أجل صحة هذا الحي، مبدين استعدادهم «لدفع جميع الضرائب الواجبة عليهم مقابل ما ستقدّمه البلدية من خدمات» كما قالوا.
ووعد رئيس بلدية زحلة المهندس أسعد زغيب، عبر «الأخبار»، «بإرسال فرق فنية لتفقّد المنطقة وتسجيل احتياجات الناس هناك، إضافة إلى اتّخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة الوضع نهائياً». وردّ زغيب على تحميل المسؤولية للبلديّة، مؤكّداً أنّ «أهالي الحي وحدهم يتحمّلون مسؤولية ما يجري على أطراف حيّهم».
من جهته، أبدى نائب رئيس بلدية كفرزبد إبراهيم أبو رجيلي استعداده للتعاون مع بلدية زحلة وأهالي حي السلق والقوى الأمنية وبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على المناظر الطبيعية والبيئية وعدم تشويه الطريق الرئيسية التي تربط زحلة بالقرى المجاورة.