كلمة «أحبك» بسيطة، أربعة حروف فقط لا تحتاج إلى علم دقيق بقواعد اللغة العربية، وهي في كل لغات العالم تُترجم بكلام بسيط وعبارة سهلة.ولكن ماذا يعني أن تكتب «أحبك»؟
المحلل النفسي سيرج هيفيز كتب مقالاً تحليلياً، ذكّر فيه بأن هذه العبارة لا تعبّر عن أمنية، بل هي إعلان، إعلان حب، كأنها صرخة فرح متكررة، وفي الوقت نفسه إنها نوع من التأمل. ويضيف أن هذه العبارة هي أشبه بكلام الأطفال، كلمة لا تعني أي التزام وظيفي، سهلة، سلسلة وراقية جداً، ولكنها أيضاً «كلمة سعيدة، مقدسة وبورنوغرافية».
عالم الاجتماع والألسنية رولان بارت كتب مرة أن الحب غير ممكن من دون النسيان، ننسى من نحبه ونستفيق فجأة حين نتذكره.
نتذكّره فنتكب «أحبك».
في هذا الإطار، ثمة سؤال يخطر في البال: هل الحب يعني بالضرورة العشق العاصف؟ وهل كل امرء قادر على أن يشعر بحب قوي عاصف؟
المعالج النفسي، المتخصص في شؤون العشاق والأزواج جاك أنطوان مالاريفيز يقول «لا أعرف إن كان كل امرئ قادراً على أن يعيش العشق، ولكنني متأكد من أن معظم الناس يحلمون بأن يعيشوا هذه التجربة، إذ إن العشق بات يعتبر كأنه قمة الحب، الشعور الأشد قوة».
ويذكّر بأن العشق شعور مؤقت و«استبدادي»، العاشق يستسلم لهذا الشعور، ولا يقوى أبداً على مقاومته. ويضيف مالاريفيز «في العشق شيء قريب من الموت، العاشق يفقد هويته، ويذوب في حبيبه، والآخر هو من «يجعل» العاشق يتنفس ويفكر ويشعر بوجوده».
هل العشق هو بالضرورة مرادف للعذاب؟
يجيب مالاريفيز بأن العشق شعور قوي لدرجة يصعب تحمله أو إدارته، ولكنه عذاب نفرح به، نستمتع به، ويضيف «العشق كالشعور بالنشوة خلال الممارسة الجنسية».
العشق، خلافاً للحب، لا يساهم في بناء العلاقة بشكل تدرّجي، العشق يتصف بطابع تدميري، إنه أشبه بلحظة جنون تضيع فيها كل القواعد. وختم «يزورني في عيادتي عدد كبير من الأزواج الذين يرغبون باستعادة الشعور بالعشق، كما كان حالهما في بداية علاقتهما، لكن هذا الشعور لا يُستعاد، البعض لا يمل من البحث عنه، فيما آخرون يقتنعون بضرورة تخطي مراحل المشاكل من أجل استمرار الحب».