ديما شريفلست عالمة لغات أو متبحّرة في الألسنيات، لكنني أستطيع أن أقرأ وأكتب الأبجدية اليونانية. ورغم ذلك أحرق دائماً طبخة الأرز (البسيطة جداً) وإذا لم تحترق تكون عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة بعضها ببعض. وأنتهي بذلك إلى أكل الملوخية (التي طبختها لي والدتي). لست رسامة ماهرة، لكنني أستطيع التمييز بين لوحات مونيه ومانيه. وعندما حاولت قلي بيضة في إحدى المرات، اضطررت إلى رمي المقلاة لعدم قدرتي على فصل المزيج عن سطح المقلاة. واقتنعت لاحقاً بأن أتوقف عن محاولات أكل البيض لتوفير ثمن المقالي.
جلّ ما أستطيع فعله هو تحضير كوب من النيسكافيه صباحاً، و«طبخ» عروسة لبنة مع خيار. وأعرف أرقام محال الوجبات السريعة غيباً والوقت الذي تتطلبه الوجبات لتصل إلى مكان عملي.
أستطيع أن أتحجّج بالوقت الذي أمضيه في عملي لأقول إنني امرأة عصرية مشغولة جداً ولا وقت لديها تصرفه على الطبخ. لكنني في الواقع، وبعد تجارب عدة، اكتشفت أنني فاشلة في هذا الموضوع وعندي هاجس دائم من أنني سأحرق المنزل إذا حاولت قلي بعض البطاطا، ولذلك أكتفي بالسلطة التي لا تتطلب سوى استعمال السكين.
لذلك، تراني أتطفّل على أصدقائي في العمل إذا منعت عني والدتي طبخها، وأغير على ما يحضرونه معهم من طعام منزلي. أما الحل فهو معروف: سأبحث عن شاب يحبني ويعبدني ويكون ماهراً في الطبخ في الوقت نفسه. سأتحول إلى تلك المرأة العصرية التي أمقتها. سأنصرف إلى عملي فيما يبقى هو في المنزل ويطبخ لإرضائي.