يوم تلقت الروائية البريطانية دوريس ليسينغ نبأ فوزها بجائزة نوبل للآداب لعام 2007، علّقت بأن الجائزة تأخرت كثيراً، وأضافت «إنهم لا يحبونني»، ربما لذلك فاجأ فوزها الكثيرين، فيما قال آخرون إنها عاشت كثيراً ونالت الجائزة التي تستحقها. إنها صاحبة «المفكرة الذهبية»، الرواية التي عرفت نجاحاً كبيراً، وليسينغ هي أحد رموز حركة اليسار والحركة النسوية. والكاتبة التي شهدت على القرن العشرين وصراعاته وتمزقاته، من الحرب العالمية، إلى سقوط الإمبراطورية البريطانية، فانهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين... وكل حروب القرن العشرين ونزاعاته وانتصاراته.كتبت ضدّ العنصريّة، والاستعمار، والرأسماليّة، والجرائم التي ترتكب بحق البيئة. خاضت معارك ضارية ضد الذكوريّة، ولكنها أيضاً ضدّ كل أشكال الدوغمائيّة، ولا ترغب بتصنيفها ككاتبة نسوية... إنها كاتبة فقط. حياة هذه الكاتبة غنية بالمحطات، وذاكرتها تختزن صوراً وثقافات، هي المولودة في كرمنشاه الفارسية لأبوين إنكليزيين، ولقد كانت في السادسة من عمرها عندما انتقلت مع عائلتها عام 1925 إلى جنوب روديسيا (زيمبابواي حالياً). علاقتها بأبويها معقدة، وكانت تهرب مع أخيها هاري إلى الطبيعة وإلى الكتب التي تجلبها الأم من لندن، واكتشفت في الكتب «حياة أخرى»، وهي على أي حال تورد تفاصيل من حياتها في روايتها «تحت جلدي» (١٩٩٥). في منتصف القرن تقريباً قدمت ليسينغ إلى لندن، وعلى رغم صعوبة العيش في عاصمة الضباب، إلا أنها لم تفقد حلمها، وصارت كاتبة، أصدرت عام 1950 رواية «العشب الغني»، ومن أعمالها «الجدات» و«الحب مرة أخرى» و«أطفال العنف».