نظّمت لجنة حقوق المرأة ندوة عن «التربية المدنية بين النظرية والتطبيق» تناولت كتاب التربية المدنية بعد أكثر من 10 سنوات على بدء تدريسه
ديما شريف
لم يستطع كتاب التربية المدنية إنجاز ما كان متوقعاً منه بعد اثنتي عشرة سنة على إدخاله في المناهج الرسمية واعتماده في المدارس. هذا ما يمكن استخلاصه من مداخلات المشاركين في الندوة التي نظّمتها أمس «لجنة حقوق المرأة اللبنانية» في الأونيسكو مع رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى فياض، وأستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام سليمان.
ركز الحضور على تحوّل كتاب التربية المدنية والتنشئة الوطنية إلى مادة للدرس والحفظ عوضاً عن أن تكون مادة سلوكيات. كما كان هناك اعتراض على الحيّز الصغير المخصص لحقوق المرأة في الكتاب ضمن درس حقوق الإنسان. كما جرى التطرق إلى مسألة عدم فعالية الكتب في المدارس ذات المذهب والطائفة الواحدة إذ تنسف ساعات الدين كلّ ما يتعلمه التلاميذ في ساعات التنشئة المدنية. كما تساءل البعض عن مدى إلزامية الكتاب في كلّ المدارس الرسمية والخاصة على السواء. كما كان هناك اقتراح للعمل مع وسائل الإعلام المرئية لتخصيص ساعة أسبوعياً لموضوع التربية المدنية والمواطنية لتساعد المدارس في رسالتها.
ورأت رئيسة المجلس النسائي اللبناني الدكتورة أمان كبارة شعراني أنّه إلى جانب افتقار الكتاب إلى السلوكيات الأخلاقية عوضاً عن المعارف يعاني أستاذَ المادة الذي يكون في أحيان كثيرة غير ديموقراطي إلى جانب التناقض أحياناً في التربية بين المدرسة والبيت. أما عضو رابطة أساتذة التعليم الثانوي محمد قاسم، فقال إنّ الديموقراطية لا يمكن تعليمها في كتاب، كما أنّ ساعة تعليم واحدة في الأسبوع لا تكفي لأنّها لا تحقق الأهداف المرجوّة منها. ورأى قاسم أنّه كان من الأجدى العمل على الدمج الاجتماعي قبل تدريس ذلك في الكتب، منتقداً المنهجية الجديدة التي وضعت كتباً متنافرة مع بعضها بعضاً دون مناهج متكاملة.
من جهته، رأى نزار غريب من المركز التربوي للبحوث والإنماء أنّه لا يمكن المادة أو المدرسة أن تنشئ مواطناً صالحاً بل فقط النشاطات اللاصفيّة تطوّر التلميذ وتجعله يتفاعل مع مجتمعه.
وكانت فياض قد رأت أنّ هناك شراكة ثلاثية الأبعاد بين المنزل والمدرسة والمجتمع، إلّا أنّ العبء الأكبر يقع على عاتق المدرسة.
أما سليمان، فرأى أنّ المشكلة تكمن في عدم وجود مفهوم واحد للعيش المشترك في لبنان إلى جانب العصبيات الموروثة التي تتحكم في سلوك المواطنين ومواقفهم وتصرفاتهم ما يؤدي إلى تعثر تجربة الديموقراطية وتقهقرها.
وأكد أنّ أهمية كتاب التنشئة المدنية تكمن في أنّه ينشر الديموقراطية في أوساط التلاميذ والشباب، ورأى أنّه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان في ما يتعلق بالتدريس في كتاب التربية الوطنية المعتمد. وأشار سليمان إلى أنّ من الضروري إعادة النظر في الكتاب اليوم وتدريب الأساتذة على تدريس هذه المادة لصعوبتها أكثر من المواد الباقية، مشدّداً على ضرورة إعطاء الأهمية للممارسة أكثر من التنظير على عكس ما هو حاصل اليوم.
لكن الملاحظات التي قدّمها المشاركون في الندوة لم تجد أجوبة شافية لدى المحاضرين، فغاب النقاش عن الندوة.