عزرا إملحبونكانت هذه حرب رجال عديمي الثقة ونساء محبطات. ربما كان ذلك صحيحاً، وربما هو مثل المرض نفسه، الذي يدفعهم إلى الاعتقاد أن قضيبهم قد اختفى. لقد لاحت معالم عدم الهدوء في البداية، لكن أحداً لم يعتقد أن هذا ما سيحصل في نهاية المطاف. إن طائفة من الرجال ستبدأ بالرقص. لكن هذا ما حصل. ألف وأربعمئة فلسطيني، والنساء تصرخ مشجعة: النصر، النصر، النصر... لا لوقف النار... المزيد، المزيد.
فليأت أحد ما بفأس لنقطع هذا القضيب.

■ ■ ■

المجتمع الإسرائيلي مركب من أربع طبقات، أو إن أردتم أربع بطانيات، كلها قصيرة جداً، وكلها تحاول أن تغطي على حقيقة واحدة: الأرض التي تحتنا هي أرض فلسطينية. البطانية الأشكنازية من «غديرا» حتى «الخضيرة». البطانية الثانية، شرقاً، كان يفترض بها أن تغطي كل البقية، كل ما نسميه الأطراف. البطانية الثالثة، الروسية، هي للتغطية على البطانية الثانية.
لكن ماذا نفعل مع مناطق الـ67؟ هل نضعها في قفص ونأتي بعمال أجانب! الحل الناجح، هو بطانية من النايلون، دون لون أو رائحة، تقريباً بطانية أحادية الاستخدام. إذا مزقت أو اتخست فلا ضير... نرميها ونأتي بأخرى.
هذه هي إسرائيل. أربع بطانيات قصيرة. إذا شددتها من هنا، يطلع لك فلسطيني من هناك؛ وإذا أوثق الربط والشد يختفي الفلسطيني... إلى الجحيم. الآن نرى البطانية الثانية. مهلاً، مهلاً، معي نايلون، لفّه جيداً. حسناً، الآن يمكن فرش خارطة بيضاء. اللعنة، الفلسطيني هرب مجدداً.