طالي فحيمةلا تتنفسوا الصعداء! لا تعودوا إلى الحياة الروتينية! الاحتلال لم ينته، الكارثة لم تنته، والموضوع ليس وقف النار. عدنا بالضبط إلى الوضع الذي كان قبل المذبحة في غيتو غزة، احتلال، وشعب محتلة أرضه. الموت ليس فقط في العمليات الإرهابية الصهيونية في غزة، الموت موجود في الحصار، الموت موجود على المعبر، الموت موجود في الهواء الذي نتنفسه جميعنا طالما استمر الاحتلال الصهيوني الوحشي.
بالنسبة للمذبحة في غزة، ليس هناك جديد في وحشية النظام الصهيوني وطرقه، إلا أنها كشفت بوضوح عن عدم أخلاقية المجتمع الصهيوني الذي شاهد جثث الأطفال المحترقة والمتحللة التي تنزف دماً، وعبر عن فرحته ودعا إلى استمرار المذبحة. هذه الدعوات لم تترك مكاناً للشك عن مسؤولية السكان الصهاينة عن الجرائم بنسبة لا تقل عن مسؤولية القيادة الصهيونية.
ماذا يمكن القول لهؤلاء المجرمين: قتلتم الأطفال الرّضّع، دفنتم المصلين في المسجد بقنبلة وزنها طن، خرّبتم المباني، قصفتم المستشفيات، أحرقتم مستودعات الغذاء، استخدمتم قنابل فوسفورية ولكن لن تستطيعوا قتل حرب التحرير حتى مع كل التكنولوجيا الحديثة التي تمتلكونها. لن تستطيعوا تفجير حلم الحرية، لستم أنتم من يأخذ إرادة الإنسان بالحرية ولستم أنتم من يمنحها، وحتى بعد مئة سنة من الاحتلال لن توقفوا المقاومة.
إذا سمحنا لهم بالاستمرار في الاحتلال فسندفن العشرات إن لم يكن المئات والآلاف، إيانا أن نعود إلى روتين الاحتلال. المقاومة ليست فقط بالسلاح بل هي بالروح. تعالوا نأكل خبزاً وزيتاً لكن ليس من سمن الصهاينة المغموس بالدم. تذكّروا الجثث التي أكلتها كلابهم الهائمة. تذكّروا أن الهجوم الوحشي لم يسمح بإخلاء الجثث ودفنها باحترام. كلما أخذتم مخصصات القمع اعرفوا أنكم بعتم أيضاً جزءاً من روحكم للشيطان، لا ترسلوا ممثلين إلى البرلمان الصهيوني الذي لم يغسل يديه من دماء إخوتنا، وعلى ظهرنا يحاول أن يثبت وجود «ديموقراطية» في ظل النظام الصهيوني، لا تصوتوا لسلطة الاحتلال.
ليس بقوة النظام الصهيوني وقدرته أن يحدد أماكننا وحريتنا، بل بقوتنا وروحنا وسوياً نستطيع مقاومة الاحتلال الوحشي.
الحرية هي في المقاومة.
لا تتنفسوا الصعداء ولا تعودوا إلى الحياة الروتينية.