روز زيادهكثيراً ما حدثنا الأستاذ غسان تويني عن ثقافة الديموقراطية وشجاعة الديموقراطية... ولكن في خضم المتابعة المستمرة للأحداث والأفعال التي نرى أنها ما يبرز الديموقراطية، إن كان لجهة القرارات المصيرية أو القوانين التنفيذية في بلدنا، غفل عنا نحن المواطنين، أنّ الديموقراطية كامنة في مشارب المجتمعات والعائلات والأفراد. الديموقراطية لا تفرض نفسها في مركز دون سواه أو لدى متنفّذ دون منافسه.
تُستقى الديموقراطية من التربية العائلية، في المدارس وبين أبناء العائلة الواحدة والوطن الواحد. تسود في الوظيفة بين الرجل والمرأة، بالمشاركة في صنع القرار دون اللجوء إلى الترجي لإثبات أهلية متوازية في الجامعات ومجلس النواب ومجلس الوزراء. الديموقراطية لم تخضع يوماً للتحليل المخبري لعينات أنثوية كما هو حاصل اليوم في مجلس نوابنا ووزرائنا وقراراتهم.
ما من رجل تحلّى بديموقراطية الفكر إلا لأن والدته طوّعته إرادياً وفكرياً على التعاطي الصحيح مع الآخرين، وما نشهده اليوم من مشادّات بين شبابنا في الجامعات، سببه غياب رقابة أمهات قديرات. فهل هناك منطق أو عدل يقبل بأن تتقدم المرأة بطلب المشاركة في عضوية مجلس النواب المقبل بـ «كوتا» فيُرفض طلبها، وهي قاعدة الهرم العظيم؟
رجاءً احذفوا كلمة ديموقراطية من خطاباتكم ومداولاتكم الكلامية، لأنها أصبحت خالية من مضمونها بعد تأكيدكم على نقص خلية التغذية الأساسية لتوليد الديموقراطية في فكركم.