جوان فرشخ بجاليإن التخطيط لافتتاح واحد من أهم المتاحف في العالم في مدة أسبوعين، يظهر عدم المعرفة الكبيرة في موضوع إدارة التراث الثقافي، ويظهر أن وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار غير مطّلعة على أن هناك معايير دولية معترفاً بها، والتزامات في إدارة المتاحف والتراث الثقافي، وأن متخصصين بمستويات عليا وبسنين طويلة من الخبرة في هذه الاختصاصات، يكونون هم الأفضل في تقويم أي الطرق يجب اتخاذها لحماية المتاحف والمواقع الأثرية في الدولة.
إن مثل هذه التحفظات تظهر بخصوص خطط الدولة في التهديم الواسع والإعمار في المدن التاريخية مثل النجف وكربلاء وواسط والبصرة القديمة، وفي مدينة البصرة، أول وأقدم مدينة بُنيت في التاريخ الإسلامي خارج الجزيرة العربية.
إن المتاحف والمواقع الأثرية العراقية يجب أن لا تقع ضحية نزوة سياسية آنية، وأن تتم التضحية بها من أجل حملات الإعلام والعلاقات العامة نيابة عن الحكومة. إن هذه الأماكن لا تعود إلى الحكومة بل إلى الشعب العراقي، ومن واجب الحكومة حماية التراث الثقافي نيابة عن الشعب، وعندما لا تقوم الحكومة بذلك، فإن من واجب الشعب أن يظهر اهتمامه بالموضوع علناً وبصوت مسموع. لذلك، رأينا أنّ من واجبنا أن نعلن قلقنا واهتماماتنا الخطيرة هذه».
وردّ على الرسالة التي تناقلتها وسائل الإعلام وكيل وزارة الثقافة جابر الجابري الذي أعلن «تأجيل افتتاح المتحف الوطني في بغداد حتى استكمال تنظيم القطع الآثارية وترتيب الوضع الأمني المحيط به. ورأى أن إعلان وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار كان متسرعاً وغير مدروس ويهدد القطع الأثرية التي لا تقدّر بثمن، لأنّ المتحف لم يؤهَّل كاملاً، بل تحول منذ 2003 إلى مخزن كبير للقطع الأثرية. وأكد أن وزارته هي الأحق بتأهيل المتحف وافتتاحه وحمايته.
يذكر أن حماية المتحف لم تتم إلا بعدما أبعد وزير السياحة والآثار مديرة الهيئة العامة للآثار والمتاحف في العراق، أميرة عدن، من منصبها، إذ اعترضت على إعادة فتح المتحف، وكانت أول من حاول التصدي للمشروع.