الحدود الجنوبية ــ عساف أبو رحالفهذه المنطقة «تشكو من انعدام فرص العمل، ومن ارتكاز لقمة العيش فيها على الزراعة وتربية المواشي حصرياً»، كما يتابع شارحاً كيف أثّرت قلة الأمطار على تراجع مردود هذا القطاع، ما جعل عائلته تضطر لأن «نقتات على الأعشاب البرية في أغلب أيام السنة»، لانعدام قدرتها الشرائية، كما أكدت زوجته آمنة.
وعائلة الأحمد ليست الوحيدة التي تعاني من عدم توافر مساكن لهم في قريتهم. فهذه القرية التي لا تفصلها عن الشريط الحدودي الشائك سوى بضعة كيلومترات، تعرّضت للتدمير الكامل على يد الاحتلال في عام 1977، حين سوّى منازلها بالأرض، وهجّر معظم أهاليها الذين لا يزالون مشتتين بين مناطق لبنانية مختلفة، لعدم توافر سكن يضمن عودة كريمة لهم إلى أرضها.
فرغم أن سكان عين عرب قد عادوا إليها بعد التحرير، إلا أنهم وجدوا منازلهم وقد أمست أطلالاً أنهكها القصف والرصاص طيلة ربع قرن من الزمن، وخصوصاً أنها كانت هدفاً مباشراً لمدفعيات مركز تدريب الميليشيا «اللحدية» القريب في المجيدية.
ومع انطلاق قطار إعادة الإعمار لاحقاً، نالت القرية نصيبها من الصندوق الوطني الكويتي، لكنه لم يطل سوى 120 منزلاً أعيد إعمارها من أصل 300 منزل مهدم، ليقتصر عدد سكانها اليوم على 40 عائلة، تعدادهم نحو 350 نسمة.