كامل جابر«ممنوعون من دخول النبطية، ممنوع أن نعيش من ڤانات دفعنا ثمنها من دم قلبنا». بهذا يختصر السائق محمد عياش مشكلة نحو مئة صاحب ڤان منعوا صباح أمس من الدخول بڤاناتهم لوسط النبطية، بعد افتتاح محطة البلدية للركاب، لكونهم «غير مسجلين فيها» كما قال.
وإذا كان انتقال المواقف العمومية للڤانات إلى محطة البلدية توطئة للبدء بتنفيذ خطة السير الموعودة منذ سنوات، فإن «هذه الخطة لا تناسبنا نحن غير المسجلين بلوائح الموقف، لذلك منعنا بقرار نراه تعسّفياً من المحافظ والبلدية، من دخول المدينة، ورابط لنا منذ الصباح شرطي دراج، يهدّد الداخل من الڤانات غير المسجلة، بتحرير محضر ضبط بحق أصحابها، ثم حجز المخالفين للقرار في حال تكرار الأمر»، يقول عياش.
يعمل أحمد فقيه على «ڤانه» منذ 9 سنوات، وهو غير ملتزم بموقف محدد، مثله مثل مئة سائق يعملون «دوّارين»، أي «نلمّ ركابنا عن الطرقات». ولا تسمح لهم الإجراءات التي ستنفذ في النبطية بالدخول إلا إلى محيط نصب حسن كامل الصباح، بعيداً نحو كيلومتر عن محطة الركاب، «يعني على الراكب معنا أن يعمل بحسابه ركوب سيارة أجرة ثانية حتى يصل إلى وسط المدينة. وكأنه ممنوع علينا العمل، لأن الراكب الذي سننزله بعيداً عن وسط النبطية هذه المسافة سيسألنا قبل الصعود، إلى أين تصل سيارتكم؟ ونحن نسأل دولتنا: ما الحلال في ذلك؟ من يصرف على عيالنا ويسدد ثمن سياراتنا؟».
بسبب هذه الإجراءات، قابل وفد من أصحاب الڤانات الممنوعة محافظ النبطية محمود المولى وشرحوا له قضيتهم، وطالبوه بالتدخل لإيجاد صيغة حل مرضية. ولوّح عدد من السائقين الذين تجمهروا عند المدخل الشمالي لمدينة النبطية، بعدما نظّموا ڤاناتهم في صف طويل، باللجوء إلى إقفال طريق النبطية، «إن لم تتدخل الجهات المعنية وتمنع قطع أرزاقنا فيما يعمل غيرنا لأنه محمي من حركة أمل أو حزب الله» بحسب ما قال أحمد فقيه. أما في المحطة الجديدة، فقد باشرت بين 50 و55 سيارة ڤان عملها فيه لقاء مبلغ 75 ألف ليرة في الشهر يدفعه السائق للفريق المستثمر، الذي يدفع بدوره مبلغ 25 مليون ليرة لبلدية النبطية سنوياً، التي تستأجر المكان بمبلغ 45 مليون ليرة لبنانية في السنة. ويقول المسؤول عن الموقف، درويش قبيسي: «إن أصحاب الڤانات المعترضين غير محقين، لأنه لا يجوز تعميم الفوضى التي كانت سائدة، وهم أصلاً مشتركون في موقف صيدا، فاقترحنا عليهم أن يدخلوا لنا سيارات إلى موقف صيدا، فندخل لهم عدداً موازياً». ولفت إلى أن المحطة لا تستوعب 150 ڤاناً «فنحن نعطّل يومياً 15 ڤاناً ليتسنى لرفاقهم العمل».