الأرز ــ فريد بو فرنسيسكشف شهر شباط تقصير الكانونَيْن اللذين سبقاه، ولم يكتف بتحويل مناخ لبنان من ربيعي في عزّ الشتاء إلى عاصف ومثلج، بل هو أثلج صدور السكان الجبليين الذين يمثّل موسم الشتاء مصدر رزقهم الوحيد.
وقد استغلّ المواطنون الساعات القليلة التي استراح فيها شباط قبل ظهر الأحد، لكي يحتشدوا على الطرقات وفي ساحات التزلج ليتراشقوا، صغاراً وكباراً بكرات الثلج. وفيما انطلق بعضهم على الزحّافات، غصّ التلفريك بجموع المواطنين صعوداً ونزولاً، وانتظر بعضهم طويلاً حتى يحين دوره مع أفراد عائلته. إلّا أن الجوّ العاصف الذي استعاد نشاطه بعد الظهر، حرم البعض التمتع بمنظر الثلج تحت أشعة الشمس وفي المقاهي والمطاعم المنتشرة في الجوار.
«أن يأتي الثلج متأخراً خير من أن لا يأتي أبداً»، عبارة ردّدها معظم القاطنين في المرتفعات الجبلية، وخصوصاً أصحاب المحالّ والمنتجعات السياحية. وقد شهدت منطقة الأرز خلال اليومين الماضيين عجقة زوّار قدموا من مختلف المناطق اللبنانية ليمتّعوا نظرهم بثلجها الأبيض، ويمارسوا هوايتهم المفضلة في التزحلق على منحدراتها.
ويشير خليل بوفراعة، مدير الاستقبالات في فندق «أوبيرج ـــ الأرز» إلى تحسّن الحركة تحسّناً كبيراً بعد تساقط الثلج ووصول ارتفاعه إلى مترين في بعض الأماكن، «وهذا ما أعطى زخماً كبيراً للموسم الذي كان سيبقى مشلولاً». يضيف إن غرف الفندق كانت ممتلئة بالزوّار ليلتَيْ السبت والأحد الفائتين: «قدم معظمهم من بيروت والمناطق البعيدة، ورغم أن أسعارنا ما زالت على حالها، فإن هذا الأمر لم يؤثر في عملية استقطاب الزوّار»، آملاً أن تستمر هذه الحركة «التي تنعش المنطقة، والتي يعوّل عليها الأهالي كثيراً في حياتهم ومعيشتهم».
وكان الأبيض الذي كلّل المرتفعات، قد استقطب الزوّار الأجانب واللبنانيين إلى هذه المنطقة المميزة من لبنان. تقول ماري طوق صاحبة محال لتأجير عدة التزلج «جاء الزوّار منذ الصباح الباكر مستغلّين استراحة شباط، ومع وصولهم بدأت الحرارة تدب في شرايين الحركة التي افتقدناها فترة طويلة، بل كدنا نفقد الأمل في استعادتها لولا ثلوج شباط، التي أتت وستأتي لاحقاً، عساها تعوّضنا ما فاتنا من شلل في الحركة التي نعمتد عليها اعتماداً كاملاً وأساسياً في حياتنا وتأمين قوتنا، لأن الشتاء في منطقة الأرز هو الأساس في السياحة»، لافتة إلى أن المنطقة تستقبل زوّاراً في فصل الصيف «لكن موسم الشتاء هو الأكبر والأهم».
ويأمل المواطن إميل جعجع أن يمدد شباط عواصفه، كي يتمدد في الأشهر المقبلة موسم التزلج، «لعلّنا نعوّض خسائر الأشهر الماضية».