البقاع ــ رامح حمية«بيعوّض الله. دفا كوانين خربلنا بيوتنا، وثلج شباط قضى على نصف الموسم!». بهذه العبارة، يختصر أحمد زين الدين فداحة الخسائر التي أصابت بساتين اللوز في البقاع وفاقت نسبتها 50% بعد العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة خلال اليومين الماضيين.
فـ«دفء كوانين خلّى شجر اللوز يزهر قبل وقته، ثم أتت بعده عواصف شباط لتقضي على غالبية الزهر المتفتح».
بدوره، يؤكد أحمد سماحة أن موسمه فقد ما نسبته 50% بعدما أتت العاصفة على زهره الذي تفتح مبكراً، إذ إن الزهر يذبل من دون رجعة، وذبوله يقضي على أمل بروز أي ثمرة لاحقاً». وبينما يضيف: «كإنّو كان بعد ناقصنا خسائر!»، ملمّحاً إلى صعوبة تحمل الخسائر المتتالية بدءاً من خسائر الصقيع المتراكمة منذ العام الماضي، وصولاً إلى الأسعار المتدنية، يشرح قائلاً: «ضمّنت نتاج موسم لوز عمنوّل (6 أطنان) بمليون ليرة، لن يحمل الموسم الحالي في إنتاجه ما يمكن أن يعوّض عنا الخسارة».
يؤكد أحمد حمية الذي يعمل على تشحيل الأشجار المثمرة، من خلال تجواله الدائم في البساتين، تفتّح معظم أشجار اللوز باكراً هذا العام، وسبّبت العاصفتان الثلجيتان اللتان ضربتا المنطقة خلال الأسبوع الماضي خسائر تتراوح بين 50 إلى 60%، مؤكداً أن اللوز «الطلياني» فقد زهره بالكامل وخسائر أصحابه كارثية هذا العام، أما «الحلواني» فنسبة خسائره فاقت الـ50%». كذلك يلفت إلى أن الزهر الأبيض يمثّل مؤشر الإنتاج بالنسبة إلى المزارعين، إذ إن «ذبول هذه الزهرات الصغيرة قبل أن «تعقد» الثمرة، (أي تنضج)، يعني موتها، وهي تذبل بمجرد أن تثقلها الثلوج وحبّات البرَد»، ليخلص إلى أن «لوز البقاع لا يستهويه الدفء في الشتاء ولا تقلبات شباط العنيفة والقاسية».
من جهته، ندم المزارع علي الحاج حسن لأنه تراجع عن اقتلاع أشجار بستان اللوز لديه وبيع أغصانها لتجار الحطب كما كان ينوي أن يفعل بهدف تغيير نوع النصوب لديه، إذ دفعه تضاؤل نسبة بساتين اللوز في البقاع إلى تغيير خطته، والمحافظة على بستانه أملاً في الحصول على أسعار جيدة «تعوّض الخسائر». لكن المناخ جعل الخسارة «كارثية» كما يصفها، قائلاً: «راح الموسم اللي ننتظره من عام إلى آخر. فأجر حراثة البستان لا تزال ديناً مترتباً عليّ، مش عارف كيف رح سدّدها»، مستدركاً: «كتّر خير الله على كل شي. ما هيدا خير كمان. بدنا نقطة الماي بالصيف، بيعوّض الله».
أما المزارع محمد حمية، فقد رأى أن أساس المشكلة كان في شهر كانون الثاني، إذ أتى فصل الشتاء دافئاً هذا العام، ما سمح بتفتيح براعم اللوز، فـ«طالت الخسارة ثلثي البستان».
الجدير بالذكر أن معظم المزارعين يُجمعون على يقينهم بأن «لا تعويض عن الخسائر الزراعية من الدولة»، كما يقولون، مستشهدين بـ«السنوات الماضية اللي لا عوّضت عن موجات البرد ولا حتى عن حرب تموز.. بدنا نشوف تعويض عن اليوم؟»، ضاربين كفاً بكف ومردفين: «ربّك هوّي اللي بيرحم وبيعوض!».