أحمد محسنلا يعرف صديقي الذي يسألني عنك، ماذا يعني لي أن أصبح هكذا. نظرت إليه وابتسمنا. كيف أخبره أن العالم معكِ، لم يعد منصة إعدام؟
تتسللين عبر العتمة، تفرغين جسدك في فمي. أحّدق في صورة غيفارا الثابتة على الحائط، وأقفز نحو الشرفة. ألوّح بيدي نحو منزلك، بشالٍ ما زالت رائحتك تعبق فيه.
الساعة الرابعة صباحاً، ولا أنام. حيواتٌ كثيرة تعلق في أطرافك الباردة. الساعة الخامسة فجراً، أذكر قطاً لاعبتِ أذنيه في وسط المدينة. إنّها السادسة فجراً، النيكوتين يمّزق أحشائي. لا أنام، وأكره العالم كله عداكِ.
أذرع الليل تتشبث بأحرف اللغة. يقبض الخوف على أصابعي، وأتذكر كيف تغضبين. ربما تفكرين بآخر، وتالياً في موتي. كثيرة هي المرات التي عدت عن قرارات لا أعود عنها. لأجلك فقط، رميت جميع نساء الأرض من النافذة.
على الكورنيش البحري، أدرنا ظهرنا للعالم. غرق شعرك في صمت المكان. في وقت لاحق، وفيما كنتِ تتناولين طبقاً من السوشي، كنت أتفرس في الرصيف بحثاً عن رجلك الصغيرة. وأثناء عودتك إلى المنزل، تأبطت الشرفة الحديدية، حدقت في البحر وكدت أن أبكي.
ابن جيراننا الجديد، لم يبلغ سنته الأولى بعد. أحب رأسه الصغير، أحب أن أراني مثله في الحجم، ألهو بصدرك ولا تستغرب الناس فعلتي. سريره يلاصق غرفتي، وأشتاق إليكِ كلما بكى هذا الطفل الخارق.
لم يفتني بعد أن أتسلق أجساد العصافير، وأحضر غيمة إلى خزانتك. في العيد الآتي سنتزلج على المطر. خلسةً سأراقصك. سأرقص كمتسول، حصل على 10 دولارات كاملة.
حسناً، أنا أكره أميركا، وأنا متخلف عن الحداثة. هل يمكننا العودة إلى موضوعنا؟ متى تكونين أجمل، حين أقبلكِ على خدكِ، أو حين ترفعين إصبعك في وجهي؟ لا تحبيني؟ حسناً أنا أحمق أيضاً. أفكر لو أنّ الألوان يمكن أن تستحيل بشراً، فتصبحين أنتِ لوناً ناضجاً. هنا أتذكر الشيخ إمام: «في بالي ياما وعلى بالي، واللي بيعشق ما يبالي». اللعنة على الحرب. تلاحق حباً طرياً لم يستو بعد. هواء وملح يمصّان دمي قرب النافذة، ملائكة تأتي وتذهب، وأنا غارق في ثيابي: يبدو أني سكران.