زحله ــ نقولا أبو رجيلي«وين بدّنا نروح نوقّف؟ على رأس الجبل؟»، صرخة أطلقها أصحاب الشاحنات الصغيرة بعدما أبعدتهم عناصر قوى الأمن عن مكان تجمّعهم على جانبي الطريق المتفرعة من الدوّار الرئيسي الذي يربط مدخل مدينة زحلة بأتوستراد شتورا ـــــ بعلبك. «ملايين الليرات دفعناها غرامات سير منذ 2003»، يقول محمد القصّاب (53عاماً) صاحب «بيك أب» بلوحة عمومية. قصّاب الذي تكلم باسم أكثر من 30 سائقاً اتخذوا من هذه البقعة الترابية مكاناً لركن شاحناتهم، أوضح لـ«الأخبار» أن معاناتهم تعود لأكثر من 5 سنوات، يوم قررت بلدية زحلة ـــــ المعلقة إبعادهم عن الساحة التي يركنون فيها بالقرب من مبنى الأمن العام في محلة المعلقة، بسبب ضيق المساحة، إضافة إلى تذمّر السكان من ضجيج المحركات وعرقلة حركة المرور في أوقات الذروة صباحاً. لا يعترض قصّاب على أحقية بلدية زحلة في اتخاذ التدابير الملائمة لتنظيم السير وتحديد المرائب، إلا أنه استغرب سماحها لبعض أبناء مدينة زحلة دون سواهم، بالتناوب على ركن شاحناتهم في ساحة المعلقة. «الأمور لم تتوقف هنا»، يضيف الرجل، فبرغم التزامهم تنفيذ قرارات البلدية والسلطات الإدارية، تجنباً «لوجع الرأس»، كما يقول، إلا أنهم ما زالوا عرضة «لمزاجية الدراجين وعناصر السير الذين ينظمون من وقت إلى آخر محاضر المخالفات» وإبعادهم عن أمكنة تجمعهم بالقرب من المستديرة بحجة عرقلة حركة المرور والتسبب بالحوادث. يحاول أحد زملاء قصاب تهدئته، فيقول: «الوضع ما عاد محمولاً، عايشين على أعصابنا، عندي 8 أولاد كيف سأربيهم؟». ويناشد: «المعنيون في بلدية زحلة الاستجابة لمطالبنا، والعمل على تخصيص قطعة أرض قريبة من الطريق العام لتستخدم دائماً كمرأب لركن الشاحنات»، مبدياً استعداده ورفاقه لدفع أية رسومات تتوجب عليهم.
رئيس بلدية زحلة ـــــ المعلقة المهندس أسعد زغيب أوضح لــ«الأخبار» أن البلدية لم تمنع الشاحنات العمومية، ولم تتلقّ أي شكوى من أصحابها. أما الشاحنات الخصوصية، فالبلدية سمحت لها باستخدام فسحة ترابية تبعد بضعة أمتار عن الأوتوستراد، تحسساً منها «لأوضاعهم الاقتصادية»، نافياً علاقته بما يحصل بين قوى الأمن والسائقين هناك. وفي هذا السياق، قال مسؤول في قوى الأمن لـ«الأخبار» إن القطعة الإقليمية المعنية تقوم بواجبها لناحية تنفيذ التكاليف الصادرة عن السلطات الإدارية في محافظة البقاع، أما من ناحية إبعاد السائقين عن تلك البقعة، وتنظيم محاضر ضبط بحقهم من حين إلى آخر، فرأى المصدر أن ازدحام السير وعرقلة المرور، هما السبب الرئيسي الذي يحتم على عناصر السير اللجوء إلى ذلك.