البقاع ـ رامح حميةمنذ أيام تلقى موزعو الكتاب المدرسي الوطني وأصحاب المكتبات مستحقاتهم المترتبة لهم من أموال الهبة السعودية. وأمِلَ مديرو المدارس والمتوسطات الرسمية بدورهم أن يقبضوا مستحقاتهم قريباً، وخصوصاً أنّ الحوالات المالية «المغلوطة» التي أحيلت إلى المدارس سُحبت بقصد تصحيحها «في أسرع وقت» تمهيداً للدفع.
لكن ما لم يكن في الحسبان أن يمرّ شهر شباط من دون قبض المستحقات، ما جعل المديرين في البقاع عرضة لإقفال أبواب مدارسهم في وجه التلاميذ، «فمن غير الممكن إدخال أستاذ أو تلامذة قاعات تدريس وهي غير مجهّزة بالتدفئة، في ظل طقس بقاعي عاصف وبارد!».
هكذا، دقّ مديرو المدارس ناقوس الخطر في المنطقة التربوية في البقاع، مطالبين وزارة التربية بالإسراع في دفع مستحقاتهم المالية. يأتي ذلك في ظلّ رفض البلديات العديد من «طلبات المساعدة» التي قدمتها المدارس بذريعة عدم توافر القدرة المالية لديهم على تحمل نفقات مازوت التدفئة، إذ يترتب على كل مدرسة تأمين ما لا يقل عن 80 ليتراً يومياً (14 صفّاً مع الإدارة).
لعلّ الأطرف، بل الأنكى، ما ذكره أحد المديرين أنّه لدى استيضاحه عن مستحقات مدرسته المترتبة بموجب الحوالات المالية «المغلوطة» التي استردّت منذ شهر تقريباً بقصد تصحيحها، أبلغ أنّ «موظفة التدقيق والمحاسبة غائبة» والتأخير في إعادة توزيعها ودفعها «بانتظار عودتها»!
لا يختلف وضع المهنيات في البقاع عن واقع المدارس الرسمية «البارد» بالنظر إلى عدم توافر مادة مازوت التدفئة. إذ صرفت مديرية التعليم المهني والتقني، منذ شهر تقريباً، لكل مهنية مبلغ مليون ليرة لبنانية مخصصة لمازوت التدفئة. وقد علمت «الأخبار» أنّ مبلغ 50 مليون ليرة خُصص لمازوت التدفئة، وُزعّ 35 مليون ليرة منه على المهنيات، وهو مبلغ أتى، حسب مدير إحدى المهنيات في البقاع، متأخراً من جهة وغير كافٍ من جهة ثانية، بالنظر إلى تدفئة قاعات التدريس والمعامل. وحالياً تجري التدفئة في بعض المهنيات بواسطة المدافئ الكهربائية.
وتوقف اليوم أصحاب محطات المحروقات عن تسليم المازوت إلى مديري المدارس بسبب الفاتورة المتصاعدة باستمرار التي لم يسدد أي قسم منها منذ بداية العام الدراسي الحالي. ورأى هؤلاء أنفسهم غير مسؤولين عن تحمل أعباء غياب الأموال المستحقة للمدارس على الدولة.