الفاعور ــــ نقولا أبو رجيليشيّعت عشيرة عرب الحروك وأهالي بلدة الفاعور (قضاء زحلة) ابنها خالد محمود الطعيمي (22 عاماً)، الذي توفي صباح أمس، متأثراً بجروح كان قد أصيب بها نتيجة تعرّضه للضرب بالعصي وطعنة سكين من قبل مجهولين، أثناء عودته من المشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط. وشُيّع الطعيمي وسط حالة غضب عمّت أبناء بلدته وعشيرته، بحضور ممثّل النائب سعد الحريري منسّق تيار المستقبل في البقاع أيوب قزعون، وبمشاركة عدد من الفعاليات السياسية والحزبية في البقاع، وحشد كبير من أهالي المنطقة. وخلال التشييع، ألقى قزعون كلمة دعى فيها إلى التهدئة، معتبراً أن الطعيمي هو «شهيد تيار المستقبل وشهيد ثورة الأرز»، مطالباً الأجهزة الأمنية بكشف هوية الفاعلين الذين وصفهم بقطّاع الطرق وحفنة من الزعران. ورأى قزعون أنّ عدم الرد على ما جرى ليس جبناً أو خوفاً من أحد، بل هو نهج تتّبعه قوى 14 آذار من أجل درء الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي. وشدد على الوقوف إلى جانب الدولة لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وحماية حقوق المواطنين، بالتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم بحرية وبالطرق الديموقراطية.
وكانت الطريق الرئيسية التي تربط مدينة زحلة بقرى البقاع الشرقي قد شهدت صباح أمس توتراً أمنياً، إثر شيوع خبر وفاة الطعيمي، إذ قطعها عدد من الشبان بواسطة الحجارة والإطارات. وتخلّل الاحتجاج المذكور إطلاق عيارات نارية وعراك بالأيدي بين المتظاهرين وعناصر قوى الأمن الداخلي، بالتزامن مع وصول جثمان الطعيمي. وتدخلت وحدات مؤلّلة من الجيش اللبناني، عملت بالتعاون مع وجهاء العشيرة على تفريق جموع المحتجّين، وتسهيل حركة مرور السيارات.
إعلان خبر وفاة الطعيمي رافقه بعض الشائعات التي تحدّثت عن وفاته في مستشفى إلياس الهراوي الحكومي في زحلة، بعد تعرّضه لجلطة دموية ناتجة من عوارض مرضية طبيعية. إلا أن أقارب الضحية وجميع أبناء عشيرته أكدوا تعرّضه للضرب بالعصي والجنازير والسكاكين، على أيدي مجهولين، أثناء عودته من المشاركة بذكرى 14 شباط. وأجمع هؤلاء أن الطعيمي ليس الوحيد الذي تعرّض للضرب في منطقة مار مخايل في بيروت، بل هو من بين ثمانية شبان كانوا قد أصيبوا بعدة جروح ورضوض طفيفة في تلك المحلة، «إلا أن عنفوانه وعزة نفسه منعاه من إخبار ذويه بما جرى معه في ذلك اليوم». والد الضحية محمود الطعيمي لفت إلى أن ابنه لم يعلمه بما تعرّض له إلا بعد ثلاثة أيام من حصول الحادثة، وهذا ما دفعه إلى عرضه على أحد الأطباء لمعالجته على مدى أسبوع. إلا أن تدهور وضعه الصحي استدعى إدخاله إلى المستشفى، قبل يومين من وفاته. وقال الطعيمي إن ولده «هو من الشهداء الذين قدّموا حياتهم على مذبح الوطن»، مطالباً الأجهزة الأمنية والقضاء بالاقتصاص من القتلة.
وقالت مصادر طبية لـ«الأخبار» إن الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة رجّح أن تكون الوفاة ناتجة من تعرّض الضحية لنزيف داخلي والتهابات حادة في معظم أعضاء الجهاز الهضمي، مما أدى إلى توقّف عمل كليتيه، قبل إصابته بجلطة دموية. وكشف الطبيب على أثر لجرح في فخذه الأيسر، مرجّحاً أن يكون ناتجاً من طعنة بآلة حادة. وبيّن الكشف أن جسد الطعيمي كان قد تعرّض لعدة كدمات في أنحاء متفرقة منه.
ولاقى خبر وفاة الطعيمي ردود فعل مستنكرة، أبرزها من النائب سعد الحريري الذي دعا «السلطات الأمنية والقضائية المختصة إلى ممارسة مسؤولياتها بملاحقة المعتدين والقبض عليهم، وإحالتهم على المراجع المختصة لينالوا عقابهم».


الادّعاء على موقوفين بقتل زين الدين

ادّعى النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف معماري على 16 شخصاً، بينهم 10 موقوفين، إثر انتهاء التحقيقات الأولية معهم في شبهة اعتدائهم على عدد من المشاركين في ذكرى الرابع عشر من شباط، مما أدى إلى استشهاد المواطن لطفي زين الدين. وفي ورقة الطلب التي أحالها معماري مع الموقوفين على قاضي التحقيق الأول في بيروت الرئيس عبد الرحيم حمود لإجراء المقتضى القانوني بحقهم، نُسِب إلى المدّعى عليهم ارتكابهم جرائم تصل عقوبات بعضها إلى الإعدام. وتتضمن هذه الجرائم تأليف جمعية أشرار بقصد ارتكاب الجنايات بحق الناس والأموال، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والقتل ومحاولة القتل، وإلحاق الأضرار بالأملاك العامة والخاصة والقيام بأعمال الشغب.