سعيد الصبَّاحفي ذكرى رحيلك الثانية، نتذكّرك يا جوزف سماحة، قلماً حرّاً، طالما حرّكه فكر وطني مستنير، لم تساوم على حرية الوطن وكرامة المواطن، ولا على سيادته الحقيقية، لا تلك التي ينادي بها بعض «المحافظين الجدد» ممن يبدي الحرص على فوز كل مبعوثي الإمبريالية الحليفة للصهيونية.
نفتقد في هذه الذكرى الصحافي المقاوم للعدو الصهيوني، وللبعض من أنظمة الاستسلام العربي، ونسجل لك في ذكراك ما أورده عن لسانك أحد «الكتبة» اليساريين السابقين بأنك مقتنع تماماً، بأن لبناننا ــــ ومنطقتنا العربية ـــــ يتصارع فيها خطان:
أولهما خط الممانعة والمقاومة، وثانيهما نهج الاستسلام والارتماء في أحضان الإمبريالية والتصالح مع العدو الصهيوني. طبعاً، فإن هؤلاء النيوليبراليين (اليساريين السابقين) رفضوا هذه المقولة، محاولين طمس طابع الصراع، بحديث ممجوج عن اختلاط الألوان وتشابكها!
لك الخلود يا جوزف سماحة، فقد كنت الريادي في عالم الصحافة الملتزمة بالوطن، وحق شعبه في الحياة الحرة الكريمة البعيدة عن كل أشكال «الاستلاب».
لك التحية، وعليك السلام، واسمح لنا بأن نضع على قبرك ألف ألف وردة، وأن نغرس شجرة الحياة المتجددة التي حلمت دائماً بأن مسارها الى الأمام.