أنشأ إيلي الخوري وجاد يونان موقع «Woopra» الإلكتروني الذي ثمّن بـ 18 مليون دولار. وبعدما وصل عدد المشتركين في الموقع إلى 60 ألف شخص، يسعى الشابان إلى فتح مؤسسة تحضن الأفكار الشبابية
جبيل ــ جوانا عازار
مكّن العمل لنحو 17 ساعة يومياً الشابين اللبنانيين إيلي الخوري (23 سنة) وجاد يونان (24 سنة) من ابتكار الموقع الإلكتروني «Woopra» (وبرا) المختص بالتحليل والمتابعة (Web Tracking and analytics) الذي ثمنته منذ فترة قصيرة إحدى الشركات الأميركية بـ 18 مليون دولار أميركي. أراد الشابان من خلال الموقع إعطاء الفرصة لأصحاب المواقع الإلكترونية لمتابعة من يدخل إلى مواقعهم لحظة بلحظة، جنسيته، ماذا يتابع، ماذا يقرأ، ماذا يشتري عن الموقع. وكلّ ذلك مباشرة على خلاف موقع «Google Analytics» الذي يعطي معلومات عن زائري المواقع بعد 24 ساعة.
بدأت الفكرة مع الخوري الذي تخصّص بالمعلوماتية في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة (LAU) وعمل على بلورتها مع صديقه جاد يونان، الذي تخرّج من الجامعة عينها في اختصاص هندسة الكمبيوتر. وقد قدّم الخوري الفكرة في مشروع تخرجه، ثم تابع الصديقان العمل على تطويرها «كلّ من منزله»، كما يقولان، إلى أن قررا فتح مكتب خاص بهما. وتمكّنا بما جمعاه من مال وبمساعدة الأهل من تحقيق ذلك. يقول الخوري: «انقطعنا عن الناس وعملنا لنحو سنة ونصف سنة ورفضنا الوظائف التي عرضت علينا في تلك الفترة». وعندما قررا الخروج إلى العلن، كانت إمكاناتهما المالية ضعيفة وكلفة المشروع كبيرة «دبّرنا حالنا بكم server (خادم) وبدأنا البحث عن راعٍ لنا»، يقول الخوري.
منذ اليوم الأول، أحدث الموقع ضجّة في الولايات المتحدة، وخصوصاً «أننّا دعونا مدونين معروفين فكتبوا عن الموقع وأسهموا في الترويج له». كان هدف الشابين الوصول إلى ثلاثة آلاف مشترك في الموقع خلال سنة، فوصلوا إلى هذا الرقم خلال أربعة أيام فقط، كما يؤكدان. ووصل عدد المشتركين اليوم في هذا الموقع الأول من نوعه إلى 60 ألف شخص.
«بصراحة خفنا وفوجئنا وكنا بحاجة إلى مال لتحمل هذا العدد من المشتركين»، يوضح الخوري. ربما هذا النجاح الكبير الذي حقّقه الموقع دفع بالمستثمر الأميركي جون بوزادزيدس لأن يكون شريكاً في «Woopra». ويقدم بوزادزيدس اليوم كل ما يحتاج إليه المشروع من مال ويروّج الموقع في أميركا، حيث لكل شخص من أصل ثلاثة موقع خاص به.
وتوجه الشابان إلى ولاية تكساس الأميركيّة في حزيران 2008 بعدما فشلا في إيجاد مستثمرين لبنانيين، وشاركا في مؤتمر في لاس فيغاس بحضور شريكهما وتعرّفا إلى المستثمرين وأسسّا شركة أميركيّة اسمها «Fusion Labs». يشرح الخوري «كان هدفي تحقيق مشروع يجعلني مليونيراً وكانت الفكرة واضحة في ذهني، توقّعت أن يثمّن بنحو أربعة ملايين دولار لا 18». أما يونان، فيرى أنّ «الوقت ليس الأنسب اليوم لبيع المشروع، لدينا المزيد لتطويره وزيادة قيمته».
ورغم غياب الاهتمام الرسمي اللبناني بالمشروع، عاد الشابان إلى لبنان وهما يسعيان إلى توظيف لبنانيين معهم لديهم خبرة في البرمجة على الإنترنت. ويبقى هدف الخوري «فتح مؤسسة تحضن كل من لديهم أفكار لتطويرها ومساعدتهم على تحقيقها وتشجعيهم على الابتكار».
(www.woopra.com)


يحلم إيلي الخوري بأن يكون لبنان أهم بلد في مجال الإنترنت في الشرق الأوسط، لأن مثل هذه المشاريع لا تحتاج إلى مال كثير وتستقطب زبائن من كل العالم وقادرة على إدخال أموال طائلة إلى البلد