زار الأمين العام لاتحاد الشباب الديموقراطي العالمي، مورا غونزاليس، لبنان للتضامن مع الفلسطينيين في المخيمات وتعزيز العلاقات مع الشباب اللبناني
ديما شريف
«الرفيق فيديل قال...»، «فيديل يرى...». عبارتان تتكرّران على لسان خيسوس مورا غونزاليس في حديثه عن الولايات المتحدة الأميركية أو القضية الفلسطينية أو النضال ضد الإمبريالية. يظهر جلياً من الحديث مع غونزاليس تأثّر الأمين العام لاتحاد الشباب الديموقراطي العالمي والعضو القيادي في اتحاد الشبيبة الشيوعية الكوبية بالرئيس السابق لجمهوريته.
يزور غونزاليس لبنان للتضامن مع الفلسطينيين في المخيمات داخل لبنان ودول الجوار، وتعزيز العلاقات مع المنظمات الشبابية اللبنانية، وخصوصاً تلك التي وقفت إلى جانب الكوبيين في قضية تحرير المعتقلين الخمسة في الولايات المتحدة الأميركية.
يقول غونزاليس إنّ الكوبيين قيادة وشعباً يرون في الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما وجهاً آخر للإمبريالية التي تدعم إسرائيل. ويضيف إنّ الإدارة الأميركية كانت بحاجة إلى وجه أكثر قبولاً من الرأي العام، لكن أي رئيس يدعم الدولة الصهيونية لا يمكن أن يكون في إطار اليسار، يقول رداً على من ينعت أوباما باليساري. ويؤكد غونزاليس استمرار الدعم الكوبي للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ومنها بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
تلمع عينا غونزاليس وهو يتحدث عن الشباب في كوبا والدور الكبير المعطى لهم في الدولة. ويؤكد وجود أربعين ألف خبير يعملون في الدول الصديقة لكوبا في مجالات عدّة، 85 في المئة منهم دون الخامسة والثلاثين من العمر. ويثني على «مدرسة فيديل كاسترو» التي لم تجعل من الشباب هدف الخطة اللازمة للنهوض بكوبا بل كانوا هم الخطة، وضعوها ونفذوها. وكل هذا رغم الحصار الذي تفرضه أميركا منذ عقود.
ويرى غونزاليس أن الأزمة المالية العالمية والظروف الحالية الصعبة فرصة تسهم في الصحوة التي نراها في أماكن عدّة من العالم. يضيف إنّ الشباب هم الفئة الأكثر تضرراً مما يحصل. لكنّه يرى أنّ الشباب ينشطون في أماكن معيّنة ويقومون بالدور المطلوب منهم وأكثر مثل أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، حيث تاريخهم حافل بالنضال والكفاح ضد الإمبريالية وإلحاق الهزائم بها.
ويقول غونزاليس إنّ وسائل الإعلام اليوم تصب اهتمامها على الشباب لإقناعهم بعدم جدوى التظاهر والنضال، وإنّ من الأفضل استخدام الإنترنت للاعتراض مثلاً. ويرى في ذلك محاولة من الاحتكارات الكبرى المسيطرة على وسائل الإعلام لتوجيه الشباب نحو الحياة الاستهلاكية والمادية لإبعادهم عن قضاياهم.
وعن الحركة الشبابية في لبنان يرى غونزاليس أنّها أدّت دوراً مهماً. يضيف إنّ هناك شباباً يناضلون في لبنان ومؤمنون بقضيته، ومنهم المنخرطون في بعض الحركات الشبابية التي تقاوم. وتمنى التواصل بين سائر المنظمات الشبابية اللبنانية لمواجهة العدو الصهيوني وتقديم أفضل دعم ممكن إلى القضية الفلسطينية. ويوجه غونزاليس نصيحة إلى الشباب اللبنانيين بأن يكونوا فخورين بثقافتهم الغنية، وأن يحاولوا حمايتها من الحرب الكبيرة الموّجهة ضد تاريخ المنطقة العربية. ويرى أنّ الأهم هو المحافظة على التاريخ العريق للمنظقة العربية الذي يختزن مواقف ومحطات نضالية مشرقة واجه خلالها العرب الإمبريالية ونجحوا.
لا ينسى غونزاليس الحديث عن الكوبيين الخمسة، الأسرى في سجون الولايات المتحدة الأميركية. يأمل أن يوافق مجلس القضاء الأعلى الأميركي على إعادة النظر في قضية الشبان الخمسة الذين سجنوا ظلماً، كما يردد. ويستغل غونزاليس مناسبة وجوده في لبنان لتقديم الشكر إلى كلّ المنظمات الشبابية الداعمة لتحرير الشبان الخمسة الذين «كانوا يناضلون ضد الإرهاب والعمليات الإرهابية التي كانت تحاك ضد دولتنا»، كما يقول.