the nice story» بدأت بمحاضرات عبر الفيديو ثم رسائل فموعد ولقاء. فـ«القصة الجميلة» وفق ما وصفت السفيرة الأميركية ميشيل سيسون مشروع التوأمة بين مدارس أميركية ولبنانية تعتمد المنهج الأميركي، تُوّجت بزيارة هي الأولى لـ12 طالباً أميركياً إلى لبنان
رندلى جبور
حطّت طائرة الطلاب الأميركيين في مطار بيروت على وقع دهشة شباب ذهلوا بـ«لبنان غير مدمّر»، فكان الانطباع الأول لأودري ويلنز فاندايك أن «لبنان أكثر تطوراً مما كنت أعتقد».
إذا كانت هذه الصورة النمطية عن لبنان مطبوعة في مخيلة الأميركيين، فالتجربة بين أشخاص تجمعهم لغات مشتركة ومناهج أكاديمية واحدة كفيلة بكسر الحواجز وتبادل الثقافات. انطلاقاً من ذلك ولدت فكرة التوأمة بين مدارس أميركية ولبنانية في السفارة الأميركية، قبل أن ينتقل التصميم إلى وزارة الخارجية في واشنطن للتنفيذ والتمويل.
ويشرح الملحق الثقافي في السفارة ريتشارد مايكلز أنّ العمل شمل في المرحلة الأولى خمس مدارس أميركية من ولايات عدة مع خمس مدارس لبنانية تدرّس المنهج الأميركي. وقد كسرت شاشات الفيديو أول حواجز البعد، وأسهمت على مدى سنتين في تقليص المسافات من خلال محاضرات متلفزة لحقها تبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، ثم إنشاء مجموعة على «الفايسبوك».
ومع أن حرب غزة أخّرت زيارة المجموعة الأولى من الطلاب الأميركيين فإنها لم تُلغها. وكان لمنهج البكالوريا الدولية أن جمع هؤلاء بزملاء لهم من مدرسة الحكمة ـــ عين سعادة استضافوهم في منازلهم وأسرهم وتشاركوا معهم أسبوعاً كاملاً ليتعرف كل منهم إلى نمط الحياة لدى الآخر وثقافته وهواياته. ويقول مايكلز إنّ التجربة أبعدت عن أذهان الأميركيين شبح الأخبار السيئة التي تصلهم عن لبنان «فحكموا بأنفسهم على شعب ذكي وطيب ومثقف ومتابع دقيق للشؤون الأميركية».
إذاً، السفارة الأميركية التي أوقفت الدعم المالي لزيارة الطلاب منذ خمس سنوات عادت وفتحت «القجة» لبرنامج مكثف وسريع.
أكاديمياً، جال الطلاب الأميركيون برفقة نحو 9 طلاب من مدرسة الحكمة على المدارس اللبنانية التي تعتمد على «البكالوريا الدولية» في بيروت والشوف وجبيل والشمال، وعلى جامعات تعتمد المنهج الأميركي مثل الأميركية واللبنانية الأميركية والبلمند. وسياحياً، تمتع الطلاب بمعالم بيت الدين، وسهروا في «الداون تاون»، ومنعتهم الثلوج من الوصول إلى الأرز فكانت بشرّي محطة العودة إلى العاصمة. وثقافياً، كان لا بد من تذوق المائدة اللبنانية. أما المشهد الأكثر جذباً لألكسندرا ريزازاري، فهو الذي يجمع الكنائس والمآذن و«استمتعت بالوقت الذي أمضيته مع العائلة اللبنانية».
ووسط زحمة المشاريع، كانت زيارة «وطنهم الصغير» في عوكر ضرورية. ولم تخلُ الحفلة في منزل سيسون من مفاجآت أبرزها حضور «الستار» جوزف عطية الذي أحيا «العصرونية» التي جمعت كل من له علاقة بمشروع التوأمة من مسؤولين في السفارة وطلاب أميركيين ولبنانيين سيتوجهون بدورهم إلى أميركا في نيسان المقبل.
ويعلّق الطالب كونر هولز على الرحلة، فيقول: «سحرت بالمدينة والناس وبدأت أفهم لماذا يطلقون على لبنان جنة الشرق».
وفي عز الحديث مع الطالب اللبناني جاد أبو الحسن، نبّهت مديرة الشؤون الإعلامية والثقافية في السفارة شيري لينزن من «الكلام في السياسة أو أوباما»، علماً أن أبو الحسن كان يعبر عن فرحته بإيجاد الكثير من القواسم المشتركة مع زملائه غير اللبنانيين ككيفية قضاء أوقات الفراغ.
في الأول من آذار تقلع طائرة الأميركان إلى بلدهم على أن تلحق بها طائرة لبنانيين سيتعرفون بدورهم إلى الحياة الأميركية.


البكالوريا الدولية تفرض علاقات ثقافية