ينطلق بداية آذار المقبل مشروع «ما بعد لحظة» الذي يستهدف 200 طفل لبناني وفلسطيني لتعليمهم المفاهيم الأساسية للتصوير
ديما شريف
إعطاء فرصة للأطفال ليتحاوروا بعضهم مع بعض بواسطة الكاميرا. فكرة يجمع عليها المسؤولون عن مشروع «ما بعد لحظة» الذي ينطلق بداية آذار المقبل، ويهدف إلى تعليم الأطفال، بين الثالثة عشرة والثامنة عشرة من العمر، أصول التصوير الفوتوغرافي. ويستهدف المشروع أساساً الأطفال الذين تركوا المدرسة، إلى جانب بعض التلاميذ من جميع المناطق.
ويقول رئيس جمعية «مهرجان الصورة. ذاكرة» المصوّر رمزي حيدر، إنّ الجمعية تعمل منذ شهر مع الأطفال لإعدادهم لأول ورشة عمل تنطلق في بيروت ليتقبّلوا الأطفال الآتين من مناطق أخرى، لكن «بيشوفوا متلكن وبيفكروا متلكن»، كما يقول حيدر. فكرة توافق عليها مسؤولة الأندية الشبابية في مركز الشؤون الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في الشياح فاطمة زبيب. وتضيف زبيب أنّ هناك تنوّعاً طائفياً بين الأولاد المستهدفين ليتعلّموا تقبّل الآخر ويتعاونوا بعضهم مع بعض خارج الاصطفافات السياسية.
واستهدفت الجمعيات عند انتقاء الأولاد المشاركين في الورشة من يعمل في مهن خطرة مثل ميكانيك السيارات أو الكهرباء، لتعريفهم بمهنة جديدة مسلّية ومفيدة في الوقت نفسه، وأخذ الإذن من أرباب عمل الأطفال كي يشاركوا في الورشة ليومين في الأسبوع، حتى لا يتعطّلوا عن عملهم ويفقدوا بالتالي مصدر رزقهم، كما تقول زبيب. من جهة ثانية، يرى حيدر أنّ منافع الورشة كبيرة، إذ يمكن الطفل الذي يتعلم الآن أن تستخدمه إحدى الجمعيات المشاركة لاحقاً ليصوّر لها نشاطاتها.
ويمتد المشروع على مدى سنة، ويشمل إلى جانب بيروت، صيدا وصور في الجنوب، البقاع، وطرابلس في الشمال، على أن تكون مدة كل ورشة ثلاثة أشهر.
وقد موّلت السفارة النروجية في بيروت قسماً من المشروع المتعلّق بكلفة نقل الأولاد من مركز التعليم وإلىه، إلى جانب رواتب بعض المدرّبين. وتشارك جمعية «مهرجان الصورة. ذاكرة» في التمويل، عبر شراء الكاميرات المتطورة والحديثة التي يستخدمها المصوّرون المحترفون من عائدات بيع كتاب «لحظة»، الذي نتج من المشروع السابق الذي استهدف الأطفال في المخيمات الفلسطينية، إلى جانب مشاركة بعض المتطوّعين من الجمعية في المشروع.
وبعد انتهاء المشروع، ستوزّع شهادات على الأطفال المشاركين، إلى جانب القيام بمعرض لصورهم. ويمكن إعداد كتاب مثل المشروع السابق، لكن ليس هذا هو الهدف، كما يقول حيدر.
ويلمح حيدر إلى إمكان تنظيم ورشة ثانية لمن يشارك في الورش الأولى، إذا كانت لديه الحماسة الكبيرة للتصوير. ويضيف أنّ فترة ثلاثة أشهر كافية كي يطّلع الطفل على مبادئ التصوير ويتعلّمها لتصبح لديه فكرة أساسية عن المفاهيم الأساسية لهذه المهنة.
ويقول إنّه جرى التعاون مع الجمعيات في الأحياء والمخيمات في كل المناطق في بيروت، لا في أماكن محددة، لاختيار الأولاد الذين هم مستعدون لمتابعة الورشة بكاملها، لا المشاركة لبضعة أيام. ويضيف حيدر أنّه نتيجة مشروع «لحظة» وخبرة المصوّرين المشاركين، أصبحوا يعرفون نوعية الأطفال والشباب التي لديها الحماسة للتصوير الفوتوغرافي. وسيشارك بعض الأطفال من مشروع «لحظة» في ورش العمل هذه.