أحمد محسنتابعت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية احتفالاتها أمس بإخلاء سبيل الموقوفين محمود وأحمد عبد العال. ضاقت منطقة برج أبي حيدر بآلاف المحتشدين من مناصري الجمعية. وتابع المحتفون كلمات الأخوين عبد العال ورئيس الجمعية الشيخ حسام الدين قراقيرة، على شاشة عملاقة، نُصبت الى جانب مسجد برج أبي حيدر. وألقى محمود عبد العال كلمة باسمه واسم أخيه، بدأها بتثبيت انتمائه الى جمعية المشاريع، مشدداً على أن الشعور بالحرية اليوم، هو نفس الشعور بالحرية خلف القضبان، لأنه كان متأكداً من البراءة. ولم يفت عبد العال أن يذكّر بإمام الجمعية (الراحل) الشيخ عبد الله الهرري، في أكثر من محطة، مؤكداً التزامه بالقرارات التي يتخذها «قائد المسيرة»، قاصداً الشيخ قراقيرة. وبعد انتهائه من كلمته، وسط تصفيق حاد، وهتافات «لبيك يا حسام»، قبّل محمود عبد العال يد قراقيرة، وأخذ مكانه الى جانب أخيه. قرعت المشاريع طبولها مجدداً، إيذاناً ببدء رئيسها كلمته في المناسبة. ولم تخرج كلمة الأخير عن سياق المألوف، إذ غلبت عليها الأحاديث الدينية المعتادة. واستعاد قراقيرة ذكرى اغتيال رئيس الجمعية السابق الشيخ نزار الحلبي، مؤكداً أن جمعيته «متمسكة بنهج الاعتدال» وترفض الثأر وتشدّد على معرفة الحقيقة. وختم حديثه بمد يد الجمعية «إلى الذين يرغبون في الاعتذار الصادق»، مترحماً على مؤسس الجمعية ورئيسها.
وفي سياق مواز، توالت ردود الفعل المرحبة بإطلاق سراح الأخوين عبد العال؛ فزار وفد من حزب الله مقر الجمعية مهنئاً. بدوره، هنّأ اللواء جميل السيد الأخوين عبد العال بما وصفه بـ«تحريرهما من الاعتقال الجائر الذي استمر 3 سنوات»، معتبراً أنّ مجرّد الإفراج عنهم بكفالة رمزّية لا تتجاوز ثلاثمئة دولار، يبيّن «حجم المهزلة السياسية التي يديرها القضاء اللبناني». وكان السيد قد دعا القضاء اللبناني في بداية بيانه، إلى الإفراج الفوري عن اللواء علي الحاج وعن العميدين ريمون عازار ومصطفى حمدان، في مقابل إبقائه معتقلاً حتى لاهاي، لأنه شخصياً «الأكثر رمزية في نظر السلطة الحالية للمرحلة السياسية»، فيما استغرب إخلاء سبيل متهمين بالإدلاء بإفادات كاذبة. وتجدر الاشارة الى أن وكيل السيد كان قد تقدم أول من أمس بطلب لإخلاء سبيله. وفي الإطار ذاته تساءل الرئيس سليم الحص، عن سبب عدم الإفراج عن الأخوين عبد العال قبل ثلاث سنوات، مرجحاً أن تتكرر هذه القضية عند الإفراج عن الضباط الأربعة، «كما أن الناس على شبه يقين بأن هؤلاء سوف يطلق سراحهم إن لم يكن ذلك في لبنان، فبعد إحالتهم الى المحكمة في لاهاي».