انتهى الجدل القائم بين فرنسا والصين منذ أسبوعين بشأن السماح ببيع تمثالين من البرونز في المزاد العلني كجزء من مجموعة إيف سان لوران وصديقه بيار بيرجيه. فقد باعت دار كريستيز للمزادات العلنية، الأربعاء الماضي، التمثالين بأكثر من 30 مليون يورو لمشترٍ لم يكشف عن اسمه، وأدانت الصين عملية بيع هاتين القطعتين اللتين «نهبتهما» فرنسا من القصر الصيفي للإمبرطوري في بكين سنة 1860 خلال حرب المستعمرات.وأكدت إدارة الآثار والمباني الأثرية في الصين في بيان على موقعها على الإنترنت أنها «لا تعترف بالمالك غير الشرعي للقطع المنهوبة»، وستواصل السعي لإعادتها إلى الصين «بكل الوسائل والقنوات الممكنة». واتهمت الصين دار كريستيز للمزادات العلنية «ببيع ممتلكات ثقافية صينية منهوبة أو مهرّبة من البلاد بطريقة غير مشروعة»، وأعلنت «تعزيز مراقبتها مشتريات الدار على أرضها».
وكان الخلاف قد بدأ حينما عرضت دار كريستيز تمثالين برونزيّين (رأس أرنب ورأس جرذ) كانا يزينان نافورة حديقة الإمبراطور وسُرقا منها خلال الحرب، وبيعا في أسواق الآثار، وكانا من ممتلكات إيف سان لوران وبير بيرجيه. وحينما عرضت كريستيز القطعتين في المزاد تقدمت رابطة حماية الفن الصيني في أوروبا بشكوى إلى محكمة باريس مطالبةً بتعليق عملية البيع، وبعد مداولات قضائية دامت أياماً، سمح القضاء الفرنسي ببيع التمثالين ورُفض طلب الصين استعادتهما. وكان التراث الفني الصينيّ قد تعرض خلال القرنين الماضيين لعملية نهب واسعة، وخاصة خلال فترات الحروب الداخلية والخارجية.