يتيح قانون تنظيم المجالس الأكاديمية في الجامعة اللبنانية تمثيل الطلاب في مجالس الفروع والوحدات والجامعة من دون أن يحدد هيكلية لهذا التمثيل، فيبقى الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية الإطار الناظم الوحيد الذي يمكن أن يتمثل من خلاله طلاب الجامعة. ويشرح النقابي عصام خليفة أنّ شرعة التعليم العالي تفرض تمثيل الأساتذة والطلاب في إطار المؤسسات الأكاديمية، لذا «وافقنا على تمثيل الطلاب في المجالس التمثيلية، ونضع اليوم الكرة في ملعبهم لينظّموا صفوفهم في اتحاد طالبيّ وينتقوا ممثليهم بأنفسهم، فهم مطالبون بالدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ورؤيتهم للجامعة الوطنية».لكن ذلك لا يبدو بهذه البساطة على الأقل في المدى المنظور، وخصوصاً أنّ التجربة اليتيمة لإعادة إحياء الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية أسقطت تحت ستار عقدة التمثيل والتهميش.
وفي التفاصيل أنّ مجلس الجامعة اللبنانية كلّف في عام 2004 الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة الأستاذ في كلية التربية بإدارة حوارات بين القوى الطالبية المختلفة تمهيداً لإعادة تأليف الاتحاد. ورغم وصول هذه الاجتماعات إلى رؤى وتطلعات مشتركة، لم تستطع الحركة الطالبية الخروج من التسييس والتمذهب، وبقيت قراراتها ممسوكة من الطبقة السياسية بما فيها الأكثرية والمعارضة الحاليتين التي غيبت أي برنامج له علاقة بأوضاع الطلاب وحاجاتهم وحرمتهم توفير مقومات الحد الأدنى من الحياة الجامعية.
إذاً، كيف سيدخل الطلاب المجالس الأكاديمية بغياب النيات الإيجابية لتفعيل دور اتحادهم الوطني؟ من هم الذين سيمثلون أقرانهم في المجالس؟ هل سيكون تمثيلهم مزاجياً وعشوائياً؟ الأسئلة برسم المعنيين في الجامعة وخارجها. الطلاب ليسوا شركاء في كل شيء، يقول المسؤول التربوي المركزي في حركة أمل الدكتور حسن زين الدين، فلا يمكن لهم أن يشاركوا في اتخاذ القرارات إلاّ في القضايا التي تعنيهم كالنشاطات الطلابية وما شابه. ويؤكد أنّ هناك مسائل أكاديمية لا يجوز أن يتدخلوا فيها مثل أنظمة الامتحانات والبرامج والمناهج فهذه الأمور تحتاج إلى أشخاص متخصصين ومن ذوي الخبرات ولهم باع طويل في هذا المجال.
ومع ذلك قد يكون مفيداً التذكير بأنّ طلاب الجامعة اللبنانية كانوا في السبعينيات المحرّك الأساسي للإصلاحات في هذه الجامعة، ومنها الضغط باتجاه افتتاح الكليات التطبيقية ودفع عملية البحث العلمي قدماً عبر تخصيص اعتمادات كافية لتمويل الأبحاث الجامعية، وإقرار نظام المنح وإيفاد المتفوقين إلى
الخارج.