◄ «الحانات» تحت كل زاوية في وسط البلد، و«المقاهي» فوق كل رصيف، لكن «مقهى الحرية» الشهير في ميدان باب اللوق هو حالة خاصة، إذ إنه المقهى الشعبي الوحيد ـــــ والأخير من نوعه ـــــ الذي يقدم المشروبات الروحية، إلى جانب مشروبات المقاهي المعتادة، المقهى العتيق شاسع المساحة مرتفع الأسقف مزدحم دائماً، يزداد زحامه في الليل بزبائن من الأجانب المقيمين ـــــ مؤقتاً أو دائماً ـــــ في القاهرة، جاؤوا المقهى مستفيدين من رخص تسعيرة «بيرة ستلّا» المصرية الشهيرة، مقارنة بما سيدفعونه ثمناً لها في أي مكان آخر، الضجيج الذي يعبّئ المقهى ليلاً، هو نقيض هدوئه النهاري الذي يسمح لهواة لعبة الشطرنج بإقامة مبارياتهم فوق الطاولات الرخامية الراسخة فيه.
◄ رغم الخلاف على مدى لذة طعامه، مقارنة بمنافسين أحدث منه، إلا أن تناول «الكشري» في مطعم أبو طارق أشبه بواجب إلزامي لزوار وسط البلد، وإذا كان «الكشري» هو أشهر أكلة مصرية، فإن «أبو طارق» هو أشهر من يقدمها، والأكثر زحاماً، بالتأكيد، المارة في شارع شامبليون لا يمكن لهم ألا ينتبهوا للمبنى الضخم ذي الإضاءة الملونة، ولولا نداءات الحرفيين في ورش السيارات المحيطة بالمطعم، لكانت أصوات مئات ملاعق الآكلين مسموعةً بوضوح، يدرك أصحاب المطعم مدى شهرتهم التي دعموها بإنشاء موقع على الإنترنت، انفردوا به بين مطاعم العالم... عالم الكشري! http://www.aboutarek.com

◄ المكتبات العديدة التي يعج بها وسط البلد، لا يمكن أن تغني القارئ عن زيارة «سور الأزبكية» في ميدان العتبة، أشهر وأضخم سوق لبيع الكتب القديمة والمستعملة، الدولة جمعت الباعة الذين كانوا يقفون بكتبهم بجوار سور ما بقي من حديقة الأزبكية التاريخية، ومنحتهم حوانيت صغيرة في ساحة خصصت لهم على بعد أمتار من مكانهم القديم، ميزة السوق ليست في رخص أسعارها فحسب، بل في احتوائها على كميات هائلة من الكتب والصور والملصقات النادرة، والخبرة الكبيرة لدى الباعة بما يريده «الزبون»، الكتب المستعملة لا تخلو من مفاجآت، كإهداء بخط يد كاتب كبير على إحدى نسخ كتابه، أو ملحوظات على الهوامش سطّرها قارئ من زمن آخر.

◄ يضم وسط البلد أكبر عدد من دور السينما في القاهرة، وبأسعار تذاكر رخيصة نسبياً، ومن أشهرها سينما «أوديون» في شارع معروف، «كريم» في شارع عماد الدين، «مترو» في شارع طلعت حرب، «ريفولي» في شارع 26 يوليو، «ديانا» في شارع الألفي.