إبراهيم خليل جباعياعذرنا...
فقد ملأنا الجو من حولك ضجيجاً وأشبعنا أذنيك صراخاً وحجيجاً.
اعذرنا... كدنا نجعلك تستفيق من خمول سباتك العميق. ولكن نعرف أننا أعجز من إيقاظ أهل الكهف... فاعذرنا.
اعذرنا لأننا جيرانك ولأن بيتنا العتيق لا يليق بأن يكون مطلاً لشرفات قصرك المُهيب... فنهارنا دماءٌ، لهيبٌ، وحريق. وليلنا ممل، كئيبٌ، سحيق... فبئس الجار نحن وأنت فنعم الجار ونعم الصديق..
لا تنظر إلينا نُقتل ونكدس أشلاء لحم ونحمّل فأسدل نظرك. لا نريد منك شفقة ولا نقبل منك صدقة
فارخِ بصرك.
يا من ترى من قلعتك ظلامنا فتبعد عنا الشموع وتأخذ بيد ظلامنا ليقتلوا في المهد الطفل يسوع. يقتلونه في عيد ميلاده! وأي عيد!!
تركب فيه آلة حربهم لتبيد ضحكة طفلنا وحكمة شيخنا وعزم شعب غزة العنيد... تركتنا ننام الليل ملء الجفون وتعلم ما سيفعله السفاح المجنون
فهل المجازر هدية العام الجديد؟ مهلاً، فرجالنا قد أطلقوا الوعيد. لا تظنّن أن أجلك بعيد فدمهم هادر وربهم قادر.
ولسوف يأتي اليوم الذي يردون إليك هدية المجازر!