حسين بزياستوقفني هذا الشعار أمام أبواب «الإسكوا» في بيروت، أثناء تظاهرة تضامن مع غزة المحاصرة... كما استوقفني التصريح الأخير للسيد حسني مبارك حين قال إنّ بوابة رفح لم ولن تُفتخ إلا بوجود عناصر من جماعة محمود عباس وحضورهم، إضافة إلى مراقبين دوليين... وفي الوقت عينه، إلى جانب بوابة رفح، كان هناك مستشفى ميداني مرسل كمساعدة فورية من دولة قطر إلى جانب كل المساعدات الدولية، ينتظر منذ أربعة أيام إشارة المرور المصرية للدخول إلى غزة ولا من جواب أو حتى بصيص أمل.
أما على قناة «الجزيرة» الفضائية، فحدث ولا حرج ومن دون أي تعليق، على المشاهد والصّور الحية لشهداء غزة وأطفالها ولجرحى غزة ودمار غزة وللمجازر التي يرتكبها هذا العدو بعدد الدقائق والساعات. ولن ندخل هنا في سجال سياسي عقيم، فكلنا نعرف هذا العدو وأسلوبه البربري والهمجي في القتل والدمار. ولنا نحن كلبنانيين (بعد الشعب الفلسطيني) البال الطويل والثمن الباهظ الذي ندفعه كل يوم نيابة عن كل شعوب العرب وحكامهم، وحتى أحياناً لغير العرب... ولم ننهر أو نستسلم كما يفعل مبارك وكما يفعل الحكام العرب.
ما يحصل في غزة مشابه تماماً لما حصل هنا في لبنان 2006. الحجج نفسها والشروط ذاتها، وهم ذاتهم دائماً المتلهفون على ذبحنا وانتظار نهايتنا، عرباناً ومستعربين. ولم يكن هناك من استراتيجيا دفاعية سوى سلاح المقاومة وشعبها... سحقاً لهؤلاء الحكام وعلى رأسهم الرئيس المصري الذي كان يردد دائماً إن مصير فلسطين وتضحيات فلسطين هي مصير الأمة العربية كلها وتضحياتها... وهنا نصحّح للرئيس مبارك بالحقيقة الواضحة والمجردة بأن مصير غزة وفلسطين هو مصير غزة وفلسطين ولا دخل لأي أمة عربية أو دولة أو حتى فرد، من حكامها كان أم من شعوبها.