غادة دندشعلى الطريق الممتدة على طول ساحل المتن الشمالي، وفي موازاة جلّ الديب والزلقا باتجاه محافظة الشمال إذا ما انحرفت نحو السوق الداخلي عند لافتة الـ«وايت سيتي» سوف تجد على يسارك واحة فسيحة وموقف لسيّارتك. إنه مقهى «شايبا» الذي يفاجئك بسعة صالته وهدوء أجوائه خلال أيام الأسبوع. وحين تطلب النارجيلة تجد أن الخيارات كثيرة، وخاصة إذا كنت من «الذواقة». تتمتّع إذاً بأسلسها مهما كان خيارك، العنب أو البطيخ أو الشمّام أو الفاكهة المتنوعة، وكلها متوافرة في الليمونة أو من دونها. أما السلطات فلا يفوق منظرها النضر وديكور الصحن المقدّم سوى الطعم اللذيذ وأصالة التركيبة. السلطة الروسية مثلاً في «شايبا» هي ذاتها التي يمكن أن تتناولها في مطعم في موسكو بلا زيادة ولا نقصان.
أما أمسيات «شايبا» فهي مزيج ممتع لمحبي السهر، مساء السبت الموسيقى صاخبة وبرامج الـ One man show متنوعة. وأيام الآحاد تستطيع أن تأتي لتناول الغداء مع العائلة، تختار ما يحلو لك إلى البوفيه المفتوح، وفيه الأطباق المتنوّعة من المازة اللبنانية إلى السلطات المختلفة والطبخات الشرقية والغربية والحلويات الشهية. والخدمة في «شايبا» ممتازة، حيث لا تغفل عنك عين حامل الجمرة لنارجيلتك. ولطف النادل، مهما تغيّرت الوجوه، غامر. الأسعار في «شايبا» متوسطة، وثمن النارجيلة قد يفوق سواه في باقي الأماكن، لكن طعمها يفوق سواه بأشواط متميزة أيضاً. هل تحب لعبة النرد؟ أو ورق الشدّة مع الأصدقاء؟ لك في «شايبا» حصّة أيضاً. مهما ازدحمت «شايبا» بالزوار لا تشعر بذلك، فالمكان فسيح ومريح.
أما إذا كنت تريد أن تكون جلستك أشبه باستراحة في cafe trottoir فقد تجد ضالتك في «شايبا»، حيث الصالة الزجاجية الجديدة على ضفاف الرصيف تحميك من البرد ولا تحجب عن نظرك الأضواء والمارة والحركة الليلية في منطقة المتن. ولـ«شايبا» روادها المياومون، تعرفهم حين تراهم في زاويتهم الخاصة يتسامرون. لكنك لن تشعر بالغربة أبداً، فما إن تدخل المكان حتى تحفظك عين النادل، وحين تعود للمرّة الثانية يكاد يناديك باسمك.