مصائب قوم عند قوم فوائد، وإذا كانت الأزمة المالية العالمية أثرت سلبياً على قطاعات إقتصادية متنوعة في أيسلندا... إلاّ أنها في الوقت عينه ساهمت في تحسين السياحة فيها. فجأة اضطر أصحاب المرافق السياحية إلى تخفيض أسعار خدماتهم، ويمكننا منذ الآن أن نتابع الإعلانات الترويجية لبعض الوكالات ومكاتب السياحة في البلاد، يمكن لمن يرغب أن يمضي نهاية أسبوع رائعة بـ 300 يورو فقط، سيمكث ليلاً في فندق 3 نجوم، ويتناول ألذ الأباق في مطاعم متنوعة، كما أنه سيستمتع برحلات صيد، وبتوقفات متنوعة في المتاحف والمباني السياحية... والأهم من ذلك كله السباحة في Blue Lagoon، فمياه هذه البحيرة الدافئة، المحاطة بالحمم البركانية، من أجمل المعالم التي تجذب الزوار إلى البلاد، الإستمتاع بمياهها الصحية ينعش الجسد، والرحلة إليها ليست متعبة فهي تبعد نحو 35 كم فقط عن عاصمة البلاد.
بعد تجربة الإستجمام في المياه الدافئة، تقترح وكالات السياحة برنامجاً متنوعاً، يمكن للزائر أن يتنقل بين المنتزهات والحدائق العامة، أو التعرف إلى المعالم الطبيعية. لكن «الحلو لا يدوم» حسب المثل المصري الشائع، فالنهار قصير في شتاء أيسلندا، تشرق الشمس بعد الساعة العاشرة، وتغيب عند الساعة الرابعة بعد الظهر، لذلك فإن البرامج التي تقترحها الوكالات في الشتاء هي برامج مكثفة، وتبدأ السهرات بالنسبة للسياح باكراً، يستمر الرقص في النوادي ساعات طويلة... وما على السائح سوى أن يغرق في نوم عميق ليمكن من متابعة برنامجه السياحي في اليوم التالي.
تجدر الإشارة إلى أن الكورونا الإيسلاندية فقدت نحو 50 في المئة من قيمتها في لاشهور الأخيرة بسبب الأزمة المالية العالمية.