خضر سلامةالسمنة الزائدة يمكن أن تؤثّر على عمل الغدة الدرقية في الجسم، هذا ما أكدته نتائج دراسة نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء والاستقلاب، وتبيّن أن آثار السمنة بالنسبة مشابهة للآثار التي تصيب الغدة الدرقية جراء مرض مناعي. السمنة في الطفولة حسب الدراسة، تغيّر بنية ووظيفة الغدة الدرقية وتشوّهها، هذه الغدة الموجودة أصلاً لفرز هرمون مهم جداً في عملية الاستقلاب – Metabolism (وهي عملية التغيرات الحيوية التي تتم داخل الكائن الحي على المواد الغذائية المختلفة بواسطة العوامل الإنزيمية بغرض الحصول على الطاقة أو بناء الأنسجة).
وتحدث الدكتور جيورجيو راديتي من مستشفى بولزانو في إيطاليا عن وجود «رابط سلبي بين وزن الفرد ومستوى الإفرازات الهرمونية من هذه الغدة، ما يدفعنا للافتراض أن لكمية الدهن الفائضة دوراً مهماً في تغيير نسيج الغدة الدرقية وخفض قدرتها على إنتاج الهرمونات».
الفريق المسؤول عن الدراسة، دوّن ملاحظات عن مستوى الهرمون ووجود الأجسام المضادة المناعية في الغدة الدرقية لـ186 طفلاً يعانون من السمنة الزائدة، تعرّضوا أيضاً لصورة صوتية لغددهم. وجود الأجسام المضادة Anticorps في الغدة، يشير عادةً الى مرض هاشيموتو الدرقي، وهو مرض مناعي ذاتي حيث تقوم اللمفويات من نوع T بمهاجمة الغدة الدرقية، ولدى 73 من هؤلاء الأطفال، الذين لا يعانون من هذا المرض، لاحظ الفريق أنه رغم عدم وجود أي أجسام مضادة لديهم، إلا أن لديهم هذا المرض هاشيموتو حسب نتيجة الصورة الصوتية.
وفي هذا الوقت، يمكن لوظيفة الغدة الدرقية أن تعود الى طبيعتها بعد فقدان الوزن الزائد حسب الدراسة، ولكن أكد الطاقم أنه بحاجة إلى مزيد من البحث للتأكد مما إذا كانت هذه التغيرات في الطفولة ستتحول الى أمراض مزمنة في الغدة الدرقية في الكبر.
يذكر أنه في دراسات سابقة، كان الباحثون قد استنتجوا أن مشاكل الغدة الدرقية قد تؤدي الى السمنة الزائدة، إلا أن الدراسة الايطالية تبرهن أيضاً أن العكس صحيح، وأن السمنة الزائدة يمكن أن تؤدي الى مشاكل في الغدة الدرقية.