أمل عبد الله التعابير الانفعالية التي تظهر على الوجوه ناشئة عن معطيات جينية. هذا ما بيّنته دراسة أميركية جديدة، يعتقد معدّوها أن هذه التعابير هي تعابير فطرية، وليست مكتسبة. أظهرت هذه الدراسة، الأولى من نوعها، أن المكفوفين والمبصرين يتشاركون في هذه التعابير لدى تعرضهم لمواقف انفعالية متشابهة. وتُلقي الدراسة الضوء على كيفية تحكُّم الأشخاص بإظهار انفعالاتهم، خلال تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة. وتشير نتائج الدراسة إلى أن عملية التحكم بالتعابير لا يكون تعلمها من خلال الملاحظة. قارن الباحث ماتسوموتو، أستاذ علم النفس في جامعة سان فرانسيسكو، تعابير الوجه الانفعالية لعدد كبير من الرياضيين المكفوفين والمبصرين المشاركين في الدورات الأولمبية العادية والخاصة. ودرس ماتسوموتو وحلّل نحو خمسة آلاف صورة التُقطت للرياضيين. واستنتج من خلال التشابه الكبير في تعابير الوجه الانفعالية لدى المبصرين وفاقدي النظر أن مخزوناً وراثياً هو المسؤول عن هذه التعابير.
من الأمثلة التي أوردها معدّ الدراسة أن معظم الذين خسروا الميدالية الذهبية، وحصلوا على ميداليات فضية، سواء كانوا مبصرين أو مكفوفين، تبسّموا خلال الحفل ابتسامة تُعرف بـ«الابتسامة الاجتماعية»، وهي الابتسامة التي تتحرك فيها عضلات الفم فحسب. أما الابتسامة الحقيقية التي تُعرف بابتسامة «دوشان»، فيعلو فيها الخدّان، وتترافق مع بريق وضيق في العينين. وفي بعض الصور رفع حاملو ميداليات ثانوية الشفة السفلى، محاولين التحكم بانفعالاتهم.
أخيراً، أكد البروفيسور ماتسوموتو «أن الأشخاص المكفوفين منذ الولادة، لا يمكن أن يكونوا قد تعلموا هذه التعابير من خلال ملاحظة وجوه الآخرين، لذا لا بد من وجود آلية أخرى سببت ظهور تعابير الوجه المتشابهة، ولعل السبب هو أن عواطفنا وأسلوب التعبير عنها هما نتاج موروثنا الجيني، حيث كان أسلافنا، استجابةً للمشاعر السلبية، يُغلقون أفواههم تجنباً للصراخ أو العض وإطلاق الشتائم».