خضر سلامةحل عام 2009، حاملاً على أكتافه أعباءً ومنجزات صحية من العام الماضي، ونظرة سريعة إلى أهم الإنجازات تلفتنا إلى القفزة المهمة في طب زرع الأعضاء، حيث استفاد هذا المجال الطبي من التقدم في الأبحاث بشأن خلايا الجذع، حصلت امرأة كولومبية على زرع قصبة هوائية باستخدام خلايا جذعية من جسمها، من أجل ضمان عدم رفض الجسم للزراعة. وقام أطباء إسبان في أحد مستشفيات برشلونة، بزرع خلايا من جذع كلوديا في القصبة الهوائية المأخوذة من جثة متبرع بالأعضاء، ولاحظ الأطباء نجاحاً ملحوظاً للعملية، وفي مجال متصل، استخدم العلماء في جامعة مينيسوتا الأميركية خلايا جذع فأر لزراعة قلب لدى الفأر نفسه، القلب المأخوذ من فأر ميت، جرى تنظيفه بتقنية «تنظيف الخلايا»، وتعد التجارب على الخلايا الجذعية مهمة جداً، وكان عام 2008 حافلاً بإنجازات على هذا المستوى.
في مجال التوحّد، ظلت النقاشات محتدمة بشأن هذا الاضطراب النفسي، حيث قررت محكمة أميركية الحكم بالتعويض على عائلة طوّرت ابنتها حالة التوحّد بعد خضوعها للقاحات في طفولتها، ولسنوات، كان بعض الأهالي يظنون أن اللقاحات قد تؤدّي إلى تطوير مشاكل التوحّد، ورغم أن أبحاث نشرت في مجلة «نيوانغلند» الطبية أكدت أن اللقاحات لا تمثّل خطراً على صحة الأطفال النفسية ولا على توازن شخصياتهم، فإن المحكمة قررت الحكم لمصلحة الأهل بعدما نظرت في قضية طفلة تعرضت لتسعة لقاحات عام 2000، أحدها كان عقار التيميروسال «الذي لم يلائمها»، والذي كان قد سحب من لائحة لقاحات الطفولة عام 1999.
تفجرت عدة فضائح غذائية العام الماضي، أهمها قضية الحليب الصيني الذي تضرر منه الآلاف من الأشخاص، جلّهم من الأطفال، الأسئلة طرحت بشدة عن أمان الغذاء الصيني بعد مقتل أربعة أطفال، وإصابة 53 ألف آخرين في الصين وحدها بسبب مادة الميلامين التي وجدت في الحليب الصيني، والميلامين مادة مسمّة مستخدمة في البلاستيك، وقامت السلطات بوضع 22 شركة ألبان على لائحة الفضيحة.
الولايات المتحدة شكت من الطماطم التي تحمل بكتيريا السلامونيلا، والتي قتلت شخصين وضرّت 1500، التحقيقات أشارت إلى أن السلامونيلا كانت موجودة في حمولات الفلافل المستوردة من المكسيك. في جردة العام الماضي، نلفت إلى أن امرأة أميركية خضعت لجراحة زرع وجه، لتكون رابع إنسان يخضع لهذه العملية الحساسة، كما أنها جراحة خطيرة، الشخص الخاضع للعملية يجب أن يتّبع عملية إلغاء لجهازه المناعي لضمان عدم رفض الزراعة من جانب الجهاز، إلا أن ذلك سوف يجعله ضعيفاً أمام الأمراض أيضاً، وفي تموز قضى رجل صيني كان الثاني الذي تعرض لمثل هذه العمليات بسبب خطأ منه في تناول الأدوية الضرورية.
نذكر أنه جرى التوصل إلى تقنية جديدة في الإنعاش القلبي الرئوي، إذ سوف تستغني تقنية الـ CPR الجديدة عن خطوة التنفس الاصطناعي، لتستبدل بدقيقتين من الضغط على الصدر مع ضربة كهربائية واحدة من جهاز مزيل الرجفان Defibrillator، الفيزيائيون في جامعة أريزونا أكدوا، بعد التجارب، أن هذا النظام رفع نسبة إمكان البقاء على قيد الحياة من 4.7 إلى 17.6 في المئة.
تجارب ودراسات كثيرة أخرى كانت مفصليةً هذا العام، منها المشروع الفرنسي المستمر على الانتهاء من العمل على القلب الاصطناعي الأول، والأبحاث المستمرة لاكتشافات واستنتاجات جديدة على مرض الألزهايمر ومرض الإيدز، وقد جرى تطويع تقنية اللايزر في مجال الجراحة الدقيقة كجراحة الدماغ مثلاً، أضف إلى ذلك استمرار الحملات الداعمة للأبحاث ضد السرطان بأنواعه.
طُبع 2008 بالإهمال المتوارث لأمراض تحتكرها المناطق الفقيرة، كمرض الملاريا المستمرّ في التضخم، والكوليرا الذي عاد ليضرب في زيمبابوي هذه المرة، وغير ذلك من أمراض الفقراء التي لا تعيرها الشركات والمختبرات العالمية اهتماماً.