بنت جبيل ــ داني الأمينإثر ورود نبأ إطلاق صواريخ الكاتيوشا من بلدة طيرحرفا (قضاء صور) وسقوطها شمال إسرائيل، بدت حركة الأهالي في قضاءي مرجعيون وبنت جبيل، غير عادية، لتهافتهم على المحال التجارية ومحطات الوقود لشراء المواد التموينية وتعبئة سياراتهم بالبنزين، تحسّباً لأي طارئ قد يحدث. وقد أقفلت جميع المدارس الرسمية والخاصة في أغلب قرى وبلدات القضاءين. ففي بلدة الطيبة، أقفلت مدرستا البلدة الرسميتان، وكذلك المدرسة الخاصة، منذ ساعات الصباح الأولى، وكذلك في بلدات العديسة وحولا ومركبا وبنت جبيل والسلطانية وشقرا. وإن حاولت بعض المدارس الخاصة والرسمية في بعض البلدات التريّث قليلاً في اتخاذ قرار الإقفال. بيد أن النبأ الكاذب المتعلق بإطلاق دفعة جديدة من الصواريخ على شمال إسرائيل، أدّى إلى إقفالها. وعن سبب الإسراع في إقفال المدارس، يذهب أحد مدرسّي مجمّع المدارس في السلطانية إلى أن «العديد من أولياء أمور الطلاب بدأوا منذ الصباح يطالبون بتعطيل أولادهم مخافة أي ردّ اسرائيليّ، فكان التجاوب مع إرادتهم أمراً طبيعياً، ما أسهم في إقفال المدارس». وكان اللّافت فقدان الخبز في وقت سريع، بعدما تهافت الأهالي على شراء ما تيسّر لهم منه. ويقول يوسف ذيب، صاحب أحد المحالّ التجارية في شقرا «منذ شيوع نبأ إطلاق الصواريخ مجدداً، تهافت الأهالي هنا على شراء المواد التموينية، ولا سيما الخبز، ما أدّى إلى انقطاعه مؤقتاً، بانتظار وصول الدفعات التالية منه في الساعات القادمة». ويقول عبد الله غنوي (حولا) «لا بدّ أن نتهيّأ لأي حرب قد تقع من خلال شراء ما تيسّر من المواد الغذائية، فالحرب السابقة علّمتنا ذلك، وإن كنا قد تعودنا الصمود وعدم الخوف، لكن أولادنا بحاجة إلى كل ما تيسّر من الغذاء». لا يتوقع الأهالي في بنت جبيل ومرجعيون وقوع حرب، لكنهم يرون أن الاستعداد أمر لازم وواجب، بعد التجربة الأخيرة في حرب تموز. لذلك فهم يعمدون عند أي حدث أمني خطير، إلى تأمين مستلزمات الصمود. يقول محمد عطوي (مركبا) «لجوء الأهالي إلى تعبئة سياراتهم بالوقود وتمويل منازلهم بالمواد الغذائية، أصبح أمراً واجباً، يعبّر عن استعدادهم للصمود من جديد. فهم يرون أن أي حرب مقبلة، ستؤذي إسرائيل وتهزمها من جديد. وقد شاهدوا بأمّ العين قدرة حزب الله القتالية، وعدد المتفرغين الكثر في صفوفه، وهذا أمر لم يكن على هذا القدر سابقاً. ومع ذلك انتصر حزب الله في الحرب السابقة، ومن المؤكد أنه سينتصر في أي حرب مقبلة، وخصوصاً أن إسرائيل تورّطت في حرب أخرى في غزّة، فهي لن تقوى على حربين في الوقت نفسه، كما كانت على عكس ذلك في السبعينات عندما كانت تشنّ حروبها مع الدول العربية».