طرابلس ــ عبد الكافي الصمدعوّض طلاب المدارس الإسلامية في طرابلس جانباً من الهزال الذي شاب تحرّك الأحزاب والتيارات الإسلامية في الأيام السابقة تضامناً مع غزة، فخرجوا في مسيرة عُدّت الأكبر التي تشهدها طرابلس في هذا المجال. «الطلاب تعاملوا مع الأمر انطلاقاً من أن القضية تعنيهم، وتمثّل جانباً عقائدياً وقومياً بالنسبة إليهم، فهم مشوا أمامنا في تظاهرة لم يستغرق الإعداد لها أكثر من 24 ساعة، ما يؤكد أن الشارع يسبق أصحاب القرار أحياناً في التعاطي مع قضية محورية مثل قضية فلسطين». بهذه العبارات شرح رئيس جمعية التربية الإسلامية المشرفة على مدارس الإيمان في الشمال عبد الرزاق قرحاني، مشاركة طلاب المدارس وتفاعلهم مع ما يشهده قطاع غزة منذ أيام، والأجواء التي سبقت ورافقت التحضير للتظاهرة التي نفذتها المؤسسات التربوية الإسلامية في طرابلس. وأعطى قرحاني دليلاً حسّياً على تقدم الطلاب أساتذتهم ومديريهم في هذا المجال، عندما أشار إلى أن «طلاب فرع المدرسة في أبي سمراء (مدرسة الإيمان لها 7 فروع في الشمال) قد جمعوا تبرعات لدعم أهالي غزة وصلت إلى 15 مليون ليرة، قبل أن تعلن جمعية التربية أمس تبرّعها بمبلغ أولي هو 10 آلاف دولار أميركي». لكن قرحاني لم يبد انزعاجه من تقدم الطلاب الصفوف في هذا المجال، إذ يوضح باغتباط ظاهر أن «القضية الفلسطينية هي مسألة عقائدية وبديهية للطلاب، وهم ساروا انطلاقاً مما تمثله طرابلس عبر التاريخ فقد كانت دائماً مناصرة لأصحاب القضايا المحقة، فكيف إذا كانت القضية هي قضية فلسطين». بدوره لفت مدير شؤون الطلاب في جامعة الجنان ربيع حروق إلى أن الطلاب «فاجأونا وأثلجوا صدورنا بتحركهم، وأعطونا دفعاً معنوياً بدل أن يكون العكس هو الحاصل»، مشيراً إلى أنهم كانوا يلحّون علينا يومياً لتنظيم تظاهرة، حتى إن طالبات أتين باكيات وقلن: «ألا يفترض أن نجمع تبرّعات لأطفال غزة؟». كما أشار إلى «أن الموظفين في مؤسسات الجنان التربوية تبرّعوا بيوم عمل لأهالي القطاع». وكان أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من مختلف المدارس الإسلامية في طرابلس، قد شاركوا في التظاهرة التي جابت شوارع منطقة أبي سمراء تحت شعار: «من طرابلس الإباء ألف تحية لمجاهدي المقاومة الإسلامية في غزة الإباء».