لبنانيّون يوجّهون رسائل إلى نّوابهم تدعو لإنقاذ غزّة
سلّمت، أمس، مجموعة من المواطنين اللبنانيين أكثر من 300 رسالة إلى النوّاب بحسب الدوائر الانتخابيّة التي يمثّلونها ونسخة عنها إلى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، يطالبونهم فيها بالتدخّل بكل الوسائل المتاحة لوقف العدوان على غزّة ومساندة الفلسطينيين، إضافة إلى حثّ جمهورية مصر العربية على فتح معبر رفح دائماً أمام الغزاويين. وقد سُلِّم عدد آخر من الرسائل المشابهة عبر الفاكس والبريد الإلكتروني خلال الأيام الأربعة الماضية، في محاولة لاستعمال الأطر الديموقراطية لمطالبة الدولة اللبنانيّة بموقف مساند لفلسطينيي غزة. وقد وضع المواطنون نص الرسالة وقائمة بأسماء النواب حسب الدائرة الانتخابية التي يمثلونها على الموقع الإلكتروني http://nouwab.blogspot.com الذي أنشأوه لهذه الغاية. ومن جملة المطالب، يناشد المواطنون النواب التدخل لوقف العدوان والمساهمة في بلورة موقف عربي مساند للفلسطينين، آملين منهم «مطالبة جمهورية مصر العربية بفتح معبر رفح دائماً، وتقديم العون لفلسطينيي غزة، وذلك عبر تواصلكم مع سفارتها في لبنان والطلب من وزير الخارجية اللبناني ورئيس الجمهورية التعبير عن هذا الموقف في اجتماع وزراء الخارجية العرب وقمة الرؤساء العرب».

أساتذة «اللبنانيّة» يتبرّعون لدعم غزّة

تبرعت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية بمبلغ مليون ليرة لبنانية من صندوق الرابطة لدعم غزة، فيما تطلق حملة تبرعات عبر مندوبي الرابطة مقابل إيصالات موضوعة في كل فروع الجامعة في خلال هذا الشهر. وقد حددت قيمة التبرع بـ25 ألف ليرة لبنانية للأستاذ المتبرع.

مجدل سلم تتحوّل إلى مسرح يوم واقعة الطفّ

مجدل سلم ـ داني الأمين
أصبحت بلدة مجدل سلم محجّة الأهالي في اليوم العاشر من محرّم، بعد سنوات طويلة على بدء بعض شبّان البلدة من الهواة والمتحمّسين للمناسبة بتمثيل مسرحية واقعة مصرع الحسين وأصحابه. ويتحول أهالي البلدة الى متبرّعين، كلّ حسب استطاعته، فيقدمون الأطعمة المختلفة وخاصة طبخة «الهريسة»، و«البسكوت والراحة» للآتين من خارج البلدة. وفي أحد أودية البلدة، نُصبت الخيم وزُرعت أشجار النخيل، ليتحول المكان إلى مسرح معركة كربلاء. يجلس الوافدون على صخور وأتربة التلال المطلّة على الوادي، ويرتدي الممثّلون ثياب التمثيل المستوحاة من أيام الشهيد الحسين، والدروع القديمة المصنوعة يدوياً، والسراويل والعمامات الخضراء والسوداء، ويحملون السيوف وبعض الرماح الحديدية ويتوجهون إلى الوادي المجهّز بالخيم وأشجار النخيل الطبيعي التي زُرعت منذ سنوات. الفكرة بدأت عام 1983، ويقول أحد الممثلين، ابن البلدة أبو مصطفى ياسين: «بدأنا بالتمثيل الارتجالي لقصّة مقتل الحسين وأصحابه، حيث كان الشيخ عبد الحسين ياسين يشرف على التمثيل الذي يعرض بأبسط الإمكانات، معتمدين على بعض الألبسة القديمة ومسجّلات الصوت، فلقي العمل استحساناً، ما شجّع الشباب على إعادة عملهم كل عام، مع تحسين النواقص، فأصبح لنا شهرة خاصة في العديد من البلدات الجنوبية التي يطلب منا أبناؤها كلّ عام تمثيل الواقعة فيها». في عام 1987 أخذ العمل التمثيلي لواقعة الطفّ يأخذ بعداً فنياً متطوراً بعدما بدأ المؤسسان، موسى ياسين والشهيد خضر وهب (استُشهد أثناء مقاومته عام 1993) بالتدريب اللازم، وأخذ العمل يتطور بسرعة فائقة، حتى أصبح الشباب الممثّلون يُطلبون إلى البقاع. يشارك اليوم في تمثيل واقعة الطفّ أكثر من مئتي شخص، بعضهم من البلدات المجاورة لمجدل سلم. أما المشاهدون فهم بالآلاف يتوافدون منذ ساعات الصباح الأولى، فتضيق البلدة بهم، يسيرون مئات الأمتار للوصول إلى المسرح. أما جمعية الزهراء التي يشرف عليها الشيخ علي ياسين، فهي تنظّم العمل وتجمع التبرعات وتنفق المال على إنجاز العمل بإتقان وتوزيع الأطعمة بعد توفير المال اللاّزم من المتبرعين الميسورين والمغتربين. يقول أبو مصطفى ياسين: «نحاول نقل صورة الواقعة بدقة، مستندين إلى الروايات المتعددة، فنرتدي اللباس الذي كان يرتديه الجنود في الحروب آنذاك، ونخضع لدورات خاصة بالتمثيل والإخراج، حتى أصبح بعضنا أساتذة. أما الأجهزة الصوتية فتتعهدها شركة خاصة، وتُوفَّر الخيول اللازمة من المتبرعين من الأهالي». ويقدّر ياسين عدد الوافدين لحضور المسرح الحسيني في مجدل سلم بأكثر من 50 ألف شخص في السنوات الأخيرة.