البقاع ــ رامح حميةمنذ أن بدأت قوى الجيش تنفيذ حملة أمنية في البقاع الشمالي (ابتداءً من ليل 25 كانون الأول الماضي) مستهدفة أبرز المطلوبين للقضاء، ترك معظم هؤلاء منازلهم، مخلّفين وراءهم زوجاتهم وأطفالهم. ومنذ ذلك الوقت، سكنت مجموعات من الجيش في بعض منازل المطلوبين، وخاصة في بلدات الكنيسة وحربتا وبريتال ومراح المير، مبعدة نساء المطلوبين وأطفالهم عن هذه المنازل.
رئيس بلدية حربتا جعفر المولى أكد لـ«الأخبار» أن قوة من الجيش تسكن في منزل المطلوب ح. م.، رغم وجود زوجته وأولاده في داخله. وأشار إلى أن العائلة رفضت الخروج من المنزل «مهما كلف الأمر». وقال المولى: «نحن جميعاً مع تطبيق القانون، ولكن مع حفظ كرامات الناس وحرمة منازلهم، فلا ديننا ولا عاداتنا الاجتماعية تسمح بأن يبقى أفراد الجيش مع سيدة وأطفالها في منزل واحد». وأكد المولى أنه أجرى اتصالاً بضباط من استخبارات الجيش اللبناني وعرض الأمر معهم، فأكدوا له أن «هناك قراراً من مجلس الوزراء بأن يكون المنزل ثكنة عسكرية وأن القوى الأمنية لن تريح المطلوبين، وأن الأجدى إقناع السيدة بمغادرة المنزل». وأضاف أن الضباط أكدوا له حرصهم على المحافظة على المنزل ومحتوياته.
بدوره أشار مختار بلدة الكنيسة علي زعيتر إلى أن قوى الجيش، منذ دهمها بعض منازل المطلوبين سكنت في داخلها، مشيراً إلى «تهجير عائلات كانت تقطن فيها». وأوضح أن هذه العائلات تنزل كل ليلة في ضيافة الأقارب والأهالي في البلدة. وأضاف أنه في الأيام الأولى كانت قوى الجيش تسمح لبعض النسوة بإخراج بعض الحاجيات من المنازل، أما حالياً فيمنع على أي أحد الاقتراب من المنزل أو إخراج أي شيء منه. وأشار إلى أنه، خلال تجوله أمس في البلدة لاحظ قيام عناصر الجيش بنصب شريط شائك حول تلك المنازل، مبدياً استغرابه لهذا التصرف، قائلاً: «إذا كان المطلوبون قد فروا فما هو ذنب النساء والأطفال لإجبارهم على ترك منازلهم؟». بدوره، أكّد أحد أبناء بلدة بريتال لـ«الأخبار» أن قوى الجيش سكنت 4 منازل منذ ليلة عيد الميلاد، مشيراً إلى إخلاء منزلين مع منع أي أحد من الاقتراب منهما، فيما لا يزال المنزلان الآخران يشغلهما العسكريون. وقد رفض مصدر عسكري مأذون له التعليق على ما ذكر.