سعيد الصبّاححين شن العدو الصهيوني عدوانه على لبنان في تموز (يوليو) 2006، ارتفعت عقيرة بعض الأنظمة (المسماة معتدلة) بالويل والثبور محذرة من العواقب التي سترتبها هذه المغامرة غير المحسوبة. واليوم تحمّل هذه الأنظمة حركة «حماس» مسؤولية ما جرى، لأنها راحت تطلق صواريخها «العبثية» ورفضت تجديد اتفاق الهدنة مع الصهاينة. في الحرب الأولى، راهنوا على ضرب المقاومة الإسلامية، وفي الحرب الثانية يراهنون على ضرب «حماس». في الحرب الأولى انتصرت المقاومة وفي الثانية ستخرج الثانية منتصرة.
وفي كلتا الحالتين، هناك مؤامرة مثلثة الأطراف، قوامها الإدارة الأميركية، وبعض الأنظمة العربية «المعتدلة» والعدو الصهيوني.
في الأولى، أُعطي ضوء أخضر علني من الإدارة الأميركية، وسرّي من «بعض أهل الاعتدال». وفي الثانية، امتاز الضوء الأخضر بالعلانية من «النظام المصري»: وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني وهي تشبك الأيدي مع وزير خارجية هذا النظام أحمد أبو الغيط، وهي تصرح بأن دولتها سوف تضرب «حماس»، ووزير خارجية أرض الكنانة، صامت كأبي الهول، والسكوت في معرض الحاجة بيان، والبيان هنا هو الدعم للحملة الصهيونية ضد قطاع غزة. والدليل على هذا الدعم، هو إقفال معبر رفح في وجه المساعدات الإنسانية، واشتراط وجود القوى الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ومراقبين دوليين!
وما رفض بعض أنظمة «الاعتدال العربي» للمبادرة التركية إلا دليل على التواطؤ، بعدما رفضت الدعوة العاجلة للقمة العربية، فضلاً عن امتناع وزير خارجية مصر عن التوجه، مع أقرانه وزراء الخارجية العرب إلى الأمم المتحدة... فضلاً عن قمع التظاهرات في مصر والسعودية وإلقاء القبض في بلاد الكنانة على ناشطين في مجال مواجهة العدوان الصهيوني.