بسام القنطارلم يجد طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ــ الفرع الأول مكاناً للاعتصام التضامني مع غزة، إلا الشارع. هذا الخيار بدا إجبارياً أكثر منه طوعياً، لأن الشارع المذكور هو جزء من «حرم» كليتهم، التي لا حرم لها، الموزعة بين أربعة مبانٍ سكنية تُستخدم لأغراض التدريس.
جهود حثيثة بذلها مجلس الطلاب لإخلاء الشارع المذكور من السيارات المصطفة على جانبيه، تسهيلاً لمشاركة نحو 200 طالب من أصل خمسة آلاف مسجلين في الكلية. ورغم رمزية المشاركة، فإنها جيدة إذا ما قيست بعدد الطلاب الفعليين الذين يحضرون يومياً إلى الكلية، البالغ عددهم نحو ألف طالب.
تميّز الاعتصام بمشاركة عدد من القوى السياسية لفريقَي 8 و14 آذار، إضافة إلى الحزب الشيوعي، لكن «حركة أمل» تفردت برفع أعلامها، إلى جانب العلمين اللبناني والفلسطيني وعدد من اللافتات التي حملها الطلاب. كذلك بدا لافتاً الحضور الواسع للطلاب السوريين الذين تسجلوا بكثافة هذا العام في كلية الآداب ووصل عددهم إلى ما يزيد على 1500 طالب.
مديرة الكلية، الدكتورة هناء بعلبكي، تحدثت في بداية الحفل، فشددت على ضرورة الوحدة، ودعت إلى أن يكون صمود غزة «أمثولة لنا جميعاً، فتتضافر جهودنا لمحاربة العدو بشتى الوسائل». كلمة مجلس فرع الطلاب ألقتها صفاء إبراهيم، واستعرضت فيها قصص الأطفال الذين يقتلون في غزة. أما الطالب خليل فقيه فقد اختار أن يعرض تاريخ حركة أمل في مقاومة الاحتلال من دون أن ينسى أن يلقي «تحية الصباح» على غزة التي «أيقظت فينا الإنسان والحياة».
واستعار الطالب رواد الجوهري مقاطع من نصوص الزعيم أنطون سعادة، مخاطباً أهل غزة، بالقول: «لا تخافوا الحرب، بل خافوا الفشل، واعلموا أن من القبضات التي تصنع الانتصار يُصنع السلام».
سارة الفارس تحدثت باسم تيار المستقبل، فطالبت العرب «بتحمل مسؤولياتهم التاريخية عبر وضع استراتيجية جديدة تكون قادرة على التأقلم مع السلام في وقت السلام ومع الحرب حين تفرض علينا».
أما طارق الحلبي، فطالب باسم منظمة الشباب التقدمي بوحدة القرار الفلسطيني «لا يتدخل فيه أحد كما أراده القائد الرمز ياسر عرفات». وأكدت حياة مرشاد باسم قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني أن غزة اختارت آلة الحرب الإسرائيلية التي تتقن لعبة القتل السريع بعدما واجهت حصاراً إسرائيلياً ـــــ مصرياً ظالماً». بدوره استعاد عباس قطايا في كلمة باسم التعبئة التربوية لحزب الله تاريخ الكلية التي قدمت الشهداء في المقاومة، وأضاف: «نحن مع غزة، ولو كان العالم كله ضدها».