اعتصامات بالجملة أمام مقرّ الإسكوا
لم يكن نصف الساعة، الفاصل الزمني بين اعتصامين نظما أمس أمام مقرّ الإسكوا، كافياً لتسمح بتمييز حشود الناشطين. اختلط الأساتذة وطلابهم، بنساء الأحزاب اللبنانية، وطلاب المعهد الفني الأنطوني الذين حملوا آلاتهم الموسيقية. هذا الحشد الكبير كان يمكنه أن يتيح للمشاركين في الاعتصام المفتوح أمام الإسكوا فرصة للاستراحة، لكن عدداً منهم لم يتردد في الانخراط في النشاطات القائمة. الأساتذة الذين أوقفوا الدروس ابتداءً من الساعة الواحدة، جيّشوا عدداً من طلابهم فرافقوهم إلى ساحة الاعتصام عند الساعة الثالثة. هناك انفصل الطرفان، شكل الطلاب حلقات متعددة وراحوا يرددون الهتافات والأغاني الوطنية، فيما اصطف المتحدثون باسم الأساتذة أمام وسائل الإعلام معلنين عن مطالبهم وتحركاتهم التي سيقومون بها نصرة للشعب الفلسطيني. رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنا غريب طالب بالعمل على إحالة إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لارتكابها مجازر ضد الإنسانية. وأعلنت رئيسة رابطة المعلمين الرسميين في بيروت عايدة الخطيب عن قرار بتبرّع كل أستاذ بمبلغ 10 آلاف ليرة من راتبه، إضافة إلى التبرّع بألف ليرة من أجل بناء مدرسة لغزة. بدوره أعلن رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية حميد حكم عن تنظيم حملة تبرّع في كلّ فروع الجامعة اللبنانية، إضافة إلى تنظيم ندوات في الكليات لشرح ما يحصل. لم يكد الأساتذة ينهون كلماتهم حتى وصلت وفود نسائية تابعة لنحو 12 حزباً لبنانياً، إضافة إلى مشاركة من المجلس النسائي اللبناني. المشاركة الأكبر كانت لنساء حزب الله، لكن حرص النسوة والفتيات على رفع أعلام وشعارات أحزابهنّ وجمعياتهن بألوانها المختلفة هو ما سمح باكتشاف عدد الأطراف المشاركة، إضافة إلى الكلمات التي ألقيت. ألوان الأعلام التي ارتفعت جعلت حديقة جبران خليل جبران تبدو كأنها تحتضن قوس قزح. كان يمكن الاعتقاد أن المناسبة سعيدة، لولا صور الشهداء من أطفال غزة التي احتلت كلّ اللافتات.
الاعتصام تضمن كلمات لثلاث عشرة امرأة توالين على المنبر، ممثلات للأحزاب الآتية: حزب التحرير، القومي السوري، أمل، الديموقراطي اللبناني، المردة، التوحيد، الاتحاد، المؤتمر الشعبي وغيره. وقد أعلنت السيدات التضامن مع «غزة الجريحة ومع أطفالها». شجعن المقاومين وتمنينّ لهم النصر، وأدنّ الجرائم الإسرائيلية ــــ الأميركية، كما الصمت العربي. وفي الختام، وجّهن كتاباً مشتركاً للأمين العام للأمم المتحدة طالبن فيه بالإقرار بحق الشعب الفلسطيني بمقاومته، رفع الحصار وفتح المعابر عن غزة.
(الأخبار)

عبد الناصر «يرتفع» في شتورة دعماً لغزة

البقاع ــ فيصل طعمة
نظم حزب الاتحاد تظاهرة حاشدة في ساحة شتورة، رفعت خلالها صور للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وأعلام فلسطين وأخرى للجماعة الإسلامية التي شاركت بقوة. وشارك ثلاثة آلاف مواطن، إضافة لطلاب من مركز عمر المختار التربوي والجامعة اللبنانية الدولية، في التظاهرة التي تقدمها الوزير السابق عبد الرحيم مراد. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «فلسطين باقية والاحتلال إلى زوال» «ومن المحيط إلى الخليج/ العرب ينتظرون ناصر»، فيما صدحت مكبرات الصوات بأغاني الزمن الجميل مثل «الله أكبر فوق كيد المعتدي» و«يا جمال يا حبيب الملايين». التظاهرة خضعت لمراقبة قوى في الموالاة وجدت فيها استعراض قوة للمعارضة في البقاع الغربي على أعتاب الانتخابات النيابية المقبلة. وكان لافتاً الصور التي رفعت للرئيس الفنزويلّي هوغو تشافيز والتي حيّت طرده السفير الإسرائيلي. وفي كلمته شدّد مراد على أهمية صمود الفلسطينيين بوجه آلة القتل الإسرائيلية، واضعاً التخاذل العربي في سياق ما قالته وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني من أن مؤيديها من العرب أكثر من أيام الحرب على لبنان. «يريدون إعطاء المزيد من الوقت لتستكمل إسرائيل مهمتها بالقضاء على المقاومة، فإسرائيل تخوض الحرب بالأصالة عن نفسها وبالوكالة عن آخرين، عرباً وغير عرب».