«بتحب توقّع العريضة؟»، تسأل عدن عبيد طالباً قواتياً كان يمرّ في باحة «وست هول» في الجامعة الأميركية. يتوقف، فتشرح الفتاة هدف الحملة التي ينظمها «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، لجمع تواقيع الطلاب في الجامعات اللبنانية من أجل طرد سفراء إسرائيل من الدول العربية، والمتوقع إرسالها مع الوفد اللبناني إلى القمة العربية الطارئة في قطر.ينتفض الطالب: «لا، لن أوقع مثل هذه العريضة، شو هالفكرة؟ ما عجبتني»، ثم يدخل في نقاش مع زميلته عن خيارات السلم والحرب. يقول: «إذا كان بيدي أن أختار السلم فلماذا سأختار الحرب؟ بس المشكلة إنو اللبناني ما بيتعلم من أخطائه وهلق عم بيحركش لحرب جديدة». يردف الشاب: «على كل حال أنا طامح ما إبقى بلبنان».
يدخل الطالب القومي، ماهر الدنا، على الخط «ليش هالنفسية المتخاذلة؟». يرفض الطالب القواتي التوصيف، وخصوصاً «أنّنا شعب مقاوم، وتعوّدنا الاضطهاد وأكتر ناس فينا نحس بوجع غيرنا، لذا نتعاطف إنسانياً مع أهل غزة وعلى كل حال ما حدا بلبنان بدّو الصلح مع إسرائيل بس ما فينا نحارب قوتها العسكرية». يحاول الدنا شرح ما تفعله المقاومة الفلسطينية، لكن الطالب الذي رفض ذكر اسمه وآثر تسمية نفسه «طالب طامح يصير في لبنان»، يؤكد أن لا أحد يملك الترسانة العسكرية الإسرائيلية سوى إيران، وبالتالي فالحرب خاسرة معها. يقفل الدنا النقاش بالقول: «كيف يمكن أن نفكر في السلام وإسرائيل لا تزال في المنطقة، وما حدا بيفكر بخيار الحرب إذا كانت الدبلوماسية حلاً لاسترجاع الأرض من المغتصب».
هنا في الباحة التي انطلقت منها حملة جمع التواقيع أول من أمس، تختلف أشكال التعبير لدعم الغزاويين. يستمر بيع الكوفيات الفلسطينية وتنطلق حملة تبرعات تنظمها كلية الطب في الجامعة بالتعاون مع النادي الأردني لشراء معونة طبية كاملة تمهيداً لإرسالها إلى غزة. كما يجري توزيع ملصقاتٍ صغيرة، تحمل صورة مكنسةٍ تطرد رجلاً يحمل حقيبةً رسمت عليها نجمة داوود. ويستعد الطلاب للمشاركة في «هايد بارك» يقام بين الواحدة والثالثة من بعد ظهر اليوم لمناقشة ما يحصل في غزة.
عميد الطلاب، الدكتور مارون كسرواني، يشرح لـ«الأخبار» «أننا كمؤسسة جامعية تؤمن بحرية التعبير نترك الحرية الكاملة لطلابنا بالتصرف شرط أن لا يسيئوا إلى دول عربية صديقة، أما بالنسبة إلى إسرائيل، فنعترض كما طلابنا على كل أشكال العدوان في غزة».
يذكر أن عريضة القومي التي حملت عنوان «out» شملت إلى الأميركية، مجمّع الحدث الجامعي، كلية الإعلام والتوثيق ومعهد العلوم الاجتماعية ـــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، إضافةً إلى الجامعة اللبنانية الدولية ومعهد العلوم التطبيقية وجامعة الآداب والتكنولوجيا.
(الأخبار)