فاتن الحاجأرادوه «هايد بارك» أو منبراً مفتوحاً للتعبير، فعكست مشاعرهم الصادقة وكلماتهم الحرة خلفياتهم السياسية والعقائدية. يصدح «تكبير» من هنا، ويرتفع دعاء من هناك، ويعلو هتاف: «من غزة طلع القرار، انتفاضة باستمرار»، بعدها يبدأ الطلاب بالتعبير عن آرائهم. يقول ساري إنه «لا يمكن عزل حرائق الحرب عن برميل النفط»، ويطالب زيد بمحاربة إسرائيل عقائدياً معلناً «تبني ثقافة الموت من أجل صون المقدسات والكرامات». لكن أيمن يرفض تصوير القضية على أنّها صراع ديني، بل قومي عربي وإنساني، مستشهداً بكلام للراحل جورج حاوي: «حينما تصبح الأنظمة العربية ديموقراطية تتحرر فلسطين». وكذلك يوضح فايز أنّ «فلسطين وقدسها وغزتها ليست حكراً على طائفة ودين». ويسجل علي نور الدين من النادي العلماني تحفظه على اتخاذ النشاط منحىً إسلامياً، مرجحاً خيار المبادئ الإنسانية ضد الاحتلال.
كان بارزاً في «الهايد بارك» مشاركة ناشط أميركي يُدعى جيف براون أعلن وقوفه مع العدالة ضد الإمبريالية الأميركية، وأحمد، الطالب المصري وهو الشخص الوحيد الذي يجب أن يحرق باسبوره المصري. هنا يعلو التصفيق ويقرر الطلاب أن يستقبلوا زميلهم لاجئاً سياسياً في لبنان.