الرشيدية ــ آمال خليلليس الفرق كبيراً لدى فلسطينيي مخيم الرشيدية بين ما قبل إعلان إسرائيل وقفها إطلاق النار وبعده، إلا لجهة انخفاض توقعهم لاحتمال قضاء أقربائهم تحت الأنقاض أو في ساحة المعركة لصدّ العدوان. فالأنباء الواردة بصعوبة من الداخل عبر خطوط الهاتف المنهكة، تشي بأن العدوان لم ينته رغم الإعلان، والشوارع والبيوت لا تزال مفتوحة على الموت والدمار، فضلاً عن أن رفع الأنقاض قد يحمل أنباءً مأساوية جديدة عن مصير أقرباء لمخيم الرشيدية هناك. لكن البعض تعلق بإعلان وقف إطلاق النار، رغم هشاشته، لإقناع نفسه بأن أحباءه باتوا بمنأى عن الموت، رغم تدهور شروط الحياة. هذا هو حال زين شحادة (65 عاماً) التي كانت تنتظر يومياً اتصال ابنتها سامية المحاصرة في مخيم البريج لتطمئن إلى أنها لا تزال على قيد الحياة مع أولادها التسعة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و3 سنوات. ولزين ومن بعدها ابنتها سامية باع طويل وخبرة بالإسرائيليين تجعلهما لا تصدقهم. فقبل النكبة بشهرين، قتل يهود من إحدى العصابات الصهيونية تنكروا بالزي العربي والدة زين وأختها وجيرانها فيما كانوا يعملون في حقلهم بقريتهم في صفد على مرأى من ناظريها وأختها الكبرى. وبعد شهرين بدأت زين رحلة الشتات بين مخيمات سوريا ولبنان، حتى استقرت أخيراً في الرشيدية. أما سامية التي ارتحلت إلى غزة مع زوجها أبو محمد وعائلته بعد اتفاق أوسلو، فقد أصبحت أرملة شهيد من حماس منذ أكثر من عام. لكن المهم بالنسبة إلى زين حالياً، أن سامية لم تلحق بزوجها أو بجارتها وزوجها وأطفالهما الخمسة، ضحايا مجزرة مخيم البريج الأخيرة قبل أيام، أو بقريب زوجها وزير الداخلية في حكومة حماس سعيد صيام، لا بل ترى أنها وأولادها والآلاف من البريج وسواه «عائدون إلى حياة تحت حصار أشد وطأة مما كان. فحياة ما بعد العدوان ستكون دماراً أضيف إلى الحصار».
وفي الشأن ذاته، لم تلتفت القوى اللبنانية والفلسطينية إلى قرار إسرائيل وقف إطلاق النار. وأكد مسؤول الجبهة الشعبية في الرشيدية، أحمد مراد لـ«لأخبار» أن «النشاطات التضامنية مستمرة حتى اندحار القوات الإسرائيلية من القطاع، إذا وجدنا أن إطلاق النار توقف بالفعل». وفي قانا جمع حزب الله أمام أضرحة شهداء مجزرة قانا الثانية أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين وممثل حركة حماس أسامة حمدان وممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية واللبنانية في تجمع تضامني مع غزة.
وبالتزامن مع قمة الكويت المزمع عقدها اليوم، من المقرر أن ترفع المخيمات في منطقة صور لافتات الحداد.